مغالطات لغوية: الطريق الثالث إلى فصحى جديدة
مغالطات لغوية: الطريق الثالث إلى فصحى جديدة
اصناف
ابن جني في الخصائص: «إنما هو منصوب بنفس عليك ...» (ج1، ص284)، «لا لشيء رجع إلى نفس، أو» (ج1، ص349)، «وهذا نفس الحق» (ج3، ص26).
د. طه حسين: «وإخضاعي إياه لنفس المثلة» (في ترجمة كتاب ثيسيوس وأوديب لأندريه جيد، ص148).
د. شوقي ضيف: «يتخذون نفس لغات العلوم ...» (توحيد المصطلح العلمي في النقل والتعريب، مجلة مجمع اللغة العربية ج45، 1980).
د. أحمد درويش: «هي نفس الفصحى ...» (لإنقاذ الفصحى من أيدي النحاة، قضايا فكرية، العدد 17-18، 1997، ص83).
هام/مهم
في كتابه «قل ولا تقل» يسهب الدكتور مصطفى جواد في تبيان الخطأ في استعمال «هام» بمعنى «مهم»، ويتكلف في ذلك عنتا كبيرا، ويحس القارئ وهو يتابع حججه وشواهده أنه عاقد العزم على صرف الناس عن العربية وتيئيسهم منها، بل إنه لينقض ما جاء في «لسان العرب» ويخطئه؛ تفضيلا للمنع على الإباحة، وانتصارا للعسر على اليسر: «وجاء في لسان العرب ما يلبس المعنى على القارئ غير الفطن، قال: «الهم: الحزن وجمعه هموم، وهمه الأمر هما ومهمة وأهمه فاهتم واهتم به»، أراد بقوله: همه الأمر: أحزنه؛ لأنه بدأ المادة بتفسير الهم، مع أن قولنا: أهمني الأمر يهمني يعني جعلني أهم به، بدلالة ما نقل صاحب اللسان بعد ذلك قال: وفي حديث سطيح «شمر فإنك ماضي الهم شمير» أي إذا عزمت على شيء أمضيته، والهم ما هم الإنسان في نفسه تقول: أهمني هذا الأمر. هذا ولو صحت دعوى أن «همه الأمر» بمعنى أهمه الأمر الذي اشتق منه المهم وجمعه المهام والمهمات لسمت العرب «المهم» باسم «الهام» ولجمعته على «هوام وهامات»، ولكن هذا لم يكن ولم يصر إليه قط، فالهام لم يرد في لغة العرب بمعنى المهم ... نضيف إلى ذلك أن «هم» لو صح بمعنى «أهم» في المعناة المشار إليها، لفضله الفصحاء على الرباعي؛ لأن قاعدة الفصاحة العامة في ذلك تفضيل الثلاثي على الرباعي إذا كانا بمعنى واحد إلا إذا نبه على العكس بالنص والتصريح، ف: نعشه أفصح من أنعشه، ورجعه أفصح من أرجعه، ووقفه أفصح من أوقفه ، ونقصه أفصح من أنقصه، وعاقه أفصح من أعاقه، ونتجه أفصح من أنتجه، وغاض الماء يغيضه أفصح من أغاض الماء ...»
72
ولقد فضل الناس الثلاثي على الرباعي وقالوا «هام»
73
بمعنى «مهم» فما للدكتور جواد ينفس على المحدثين أن يكون لهم ذوق كما كان للأسلاف ذوق! وما لنا نضيع جوهر «الظاهرة اللغوية» (العرف/الشيوع) في رهج الشجار وفي غيابة الجدل؟ يقول الأستاذ محمد العدناني: «ويخطئون من يقول: أمر هام، ولا خطأ في ذلك؛ لأن هناك فعلين: همه الأمر يهمه هما ومهمة: أقلقه وحزنه، فهو هام، وهنالك أيضا: أهم الأمر فلانا: أقلقه وحزنه، فهو مهم، وكلتا الكلمتين صحيحة، جاء في المصباح: أهمني الأمر: أقلقني، وهمني هما (من باب قتل) مثله.»
نامعلوم صفحہ