133

مفردات غریب القرآن

مفردات ألفاظ القرآن‌

تحقیق کنندہ

صفوان عدنان الداودي

ناشر

دار القلم

ایڈیشن نمبر

الأولى

اشاعت کا سال

١٤١٢ هـ

پبلشر کا مقام

الدار الشامية - دمشق بيروت

بيت أصل البيت: مأوى الإنسان بالليل، لأنه يقال: بَاتَ: أقام بالليل، كما يقال: ظلّ بالنهار ثم قد يقال للمسكن بيت من غير اعتبار الليل فيه، وجمعه أَبْيَات وبُيُوت، لكن البيوت بالمسكن أخصّ، والأبيات بالشعر. قال ﷿: فَتِلْكَ بُيُوتُهُمْ خاوِيَةً بِما ظَلَمُوا [النمل/ ٥٢]، وقال تعالى: وَاجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ قِبْلَةً [يونس/ ٧٨]، لا تَدْخُلُوا بُيُوتًا غَيْرَ بُيُوتِكُمْ [النور/ ٢٧]، ويقع ذلك على المتخذ من حجر ومدر وصوف ووبر، وبه شبّه بيت الشعر، وعبّر عن مكان الشيء بأنه بيته، وصار أهلُ البيتِ متعارفا في آل النبيّ ﵊، ونبّه النبيّ ﷺ بقوله: «سلمان منّا أهل البيت» «١» أنّ مولى القوم يصح نسبته إليهم، كما قال: «مولى القوم منهم، وابنه من أنفسهم» «٢» . وبيت الله والبيت العتيق: مكة، قال الله ﷿: وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ [الحج/ ٢٩]، إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ [آل عمران/ ٩٦]، وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْراهِيمُ الْقَواعِدَ مِنَ الْبَيْتِ [البقرة/ ١٢٧] يعني: بيت الله. وقوله ﷿: وَلَيْسَ الْبِرُّ بِأَنْ تَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ ظُهُورِها وَلكِنَّ الْبِرَّ مَنِ اتَّقى [البقرة/ ١٨٩]، إنما نزل في قوم كانوا يتحاشون أن يستقبلوا بيوتهم بعد إحرامهم، فنبّه تعالى أنّ ذلك مناف للبرّ «٣»، وقوله ﷿: وَالْمَلائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مِنْ كُلِّ بابٍ سَلامٌ [الرعد/ ٢٣]، معناه: بكل نوع من المسارّ، وقوله تعالى: فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ [النور/ ٣٦]، قيل: بيوت النبيّ «٤» نحو: لا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلَّا أَنْ يُؤْذَنَ لَكُمْ [الأحزاب/ ٥٣]، وقيل: أشير بقوله: فِي بُيُوتٍ إلى أهل بيته وقومه. وقيل: أشير به إلى القلب. وقال بعض الحكماء في قول النبيّ ﷺ: «لا تدخل الملائكة بيتا فيه كلب ولا صورة» «٥»: إنه أريد به القلب، وعني بالكلب الحرص بدلالة أنه يقال: كلب

(١) أخرجه الحاكم ٣/ ٥٩٨ وقال الذهبي: سنده ضعيف، وقال العجلوني: رواه الطبراني والحاكم عن عمرو بن عوف، وسنده ضعيف ا. هـ. قال الهيثمي: فيه عند الطبراني كثير بن عبد الله المزني ضعّفه الجمهور، وبقية رجاله ثقات. انظر: كشف الخفاء ١/ ٤٥٩، والفتح الكبير ٢/ ١٥٩، وأسباب ورود الحديث ٢/ ٣٦٧. (٢) قال السخاوي: رواه أصحاب السنن وابن حبان من حديث أبي رافع وفيه قصة. ا. هـ. وهو عند الشيخين عن أنس بلفظ: «من أنفسهم» وأيضا فيه: «ابن أخت القوم منهم أو من أنفسهم» . راجع: فتح الباري ١٢/ ٤٨، وشرح السنة ٨/ ٣٥٢، وكشف الخفاء ٢/ ٢٩١، والمقاصد الحسنة ص ٤٣٩. (٣) انظر: الدر المنثور ١/ ٤٩١. وأسباب النزول للواحدي ص ٨٦. (٤) وهذا قول مجاهد فيما أخرجه عنه ابن أبي حاتم. انظر: الدر المنثور ٦/ ٢٠٣. (٥) الحديث متفق على صحته، وهو في البخاري في بدء الخلق ٦/ ٢٥٦، ومسلم برقم (٢١٠٦) في اللباس والزينة، وانظر: شرح السنة ١٢/ ١٢٦.

1 / 151