308

مفردات القرآن للفراهي

مفردات القرآن للفراهي

ایڈیٹر

د/ محمد أجمل أيوب الإصلاحي

ناشر

دار الغرب الإسلامي

ایڈیشن

الأولى

اشاعت کا سال

٢٠٠٢ م

اصناف

بشرت بمقدم محمد ﷺ. فإذا أتى محمد ﷺ كان مجرد مجيئه مصدّقًا للتوراة. أما قوله ﴿نبذ فريق﴾ فهو مثل لتركهم وإعراضهم عنه بمثل ما يرمى وراء الظهر استغناء عنه وقلة التفات إليه (١) أما قوله تعالى ﴿مِنَ الذِينَ أُوتواْ الكتاب﴾ ... " (٢).
وقال الرازي ﵀ في تفسير الآية الثانية (٣):
"المسألة الأولى: لا شبهة في أن القرآن مصدّق لما معهم في أمر يتعلق بتكليفهم بتصديق محمد ﷺ في النبوة. واللائق بذلك هو كونه موافقًا لما معهم في دلالة نبوته، إذ قد عرفوا أنه ليس بموافق لما معهم في سائر الشرائع (لم يفهم معنى الموافقة) (٤) وعرفنا أنه لم يرد الموافقة في باب أدلّة القرآن، لأنّ (٥) جميع كتب الله كذلك. ولما بطل الكل ثبت أن المراد موافقته لكتبهم فيما يختص بالنبوة وما يدلّ عليها من العلامات والنعوت والصفات" (٦).
ألا ترى أنّ الرازي ﵀ يجتهد في (٧) إثبات النبوة من هذه الآية، فهو مصيب فيما تحرّى، وموقع الكلام يهدي إليه. أما دليله فكما ترى!.
ثم قال تحت قوله تعالى: ﴿فَلَمَّا جَاءَهُمْ مَا عَرَفُوا كَفَرُوا بِهِ﴾ قولًا ضعيفًا يدلّ على قلّة معرفته بالتوراة والقرآن معًا، لما قال:
"لم يعرفوا [نبوته] بمجرد تلك الأوصاف بل بظهور المعجزات صارت تلك الأوصاف كالمؤكدة" (٨).

(١) (إليه) زيادة من المطبوعة. وقد سقط في الأصل.
(٢) التفسير الكبير ٣: ٣٠١.
(٣) التي استدلّ بها المؤلف ﵀. وهي الآية الكريمة ٨٩ من سورة البقرة.
(٤) من تعليق المؤلف على كلام الرازي.
(٥) في المطبوعة: لأنّه، خطأ مطبعي.
(٦) التفسير الكبير ٣: ١٨٠.
(٧) في المطبوعة: إلى.
(٨) التفسير الكبير ٣: ٣٠١، وما بين المعقوفين تكملة منه.

1 / 316