[المنظومة]
ترجمة الناظم
هو الإمام المقرئ الفقيه الشيخ: شهاب الدين أحمد بن أحمد بن بدر الدين بن إبراهيم الطيبي، اسمه: أحمد، ووالده أحمد، وله ولد من أهل العلم اسمه أحمد، وللتفريق بينهم فإن أهل التواريخ يسمون الأول: أحمد الأكبر، والثاني -وهو الناظم- أحمد الكبير، والثالث -وهو ابن الناظم- أحمد الصغير، وكان ثلاثتهم من العلماء.
ولد الناظم في دمشق، في اليوم السابع من ذي الحجة، سنة عشر وتسعمائة، وقرأ القرآن الكريم والقراءات المختلفة على والده أحمد بن بدر الدين بن إبراهيم الطيبي، كما قرأ عليه الفقه، وقرأ أيضا على شمس الدين الكفرسوسي، وتقي الدين القاري، وتقي الدين البلاطنسي.
تولى إمامة وخطابة الجامع الأموي، وصنف الخطب الفصيحة، وتولى تدريس المدرسة العادلية الصغرى، وكان شديد الشفقة على الطلبة وخاصة الغرباء، يتلطف بهم في التعليم ويكرمهم.
جلس لإقراء القرآن الكريم وتعليم التجويد والقراءات العشر، وقد قرأ عليه عدد من الأعلام، منهم الشيخ إسماعيل النابلسي مفتي الشافعية في دمشق والشيخ عماد الدين محمد الحنفي، والحسن بن محمد البوريني، والشيخ أحمد بن المرزنات المقرئ الصالحي، وأحمد القابوني، وغيرهم.
نظم مناسك الحج في رجز رائق، ونظم قصيدتنا هذه: "المفيد في التجويد" وقد شرحها تلميذه الشيخ أحمد بن المرزنات السالف الذكر ونظم بلوغ الأماني في قراءة ورش من طريق الأصبهاني، والزوائد السنية على الألفية، والإيضاح التام في تكبيرة الإحرام والسلام، وصنف في أشكال المنطق الأربعة، وله ديوان خطب في غاية الحسن، وقد كان أكثر خطباء دمشق في عصره يخطبون بخطبه.
صفحہ 1
ومن شعره قوله ناظما ما روي عن الجنيد: إنما تطلب الدنيا لثلاثة أشياء: الغنى والعز والراحة، فمن زهد فيها عز، ومن قنع فيها استغنى، ومن قل سعيه فيها استراح، فقال الطيبي:
لثلاث يطلب الدنيا الفتى للغنى والعز أو أن يستريح
عزه في الزهد والقنع غنى وقليل السعي فيها مستريح
كان في آخر حياته قليل الأكل، ذكر ولده أحمد الطيبي الصغير أن والده في آخر عمره كان يكتفي ببيضة نصف مسلوقة، وله من الدين والورع والزهد ما لا يدرك ، وكان حاله يذكر بالسلف الماضين.
توفي -رحمه الله- يوم الأربعاء، ثامن عشر ذي القعدة، سنة تسع وسبعين وتسعمائة، ودفن في تربة مرج الدحداح، ظاهر دمشق.
مصادر الترجمة: تراجم الأعيان من أبناء الزمان للبوريني 9/1، الكواكب السائرة للغزي 114/3.
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وعنا معهم برحمتك يا أرحم الراحمين، أما بعد:
فإنه ليسعدني ويشرفني أن أقدم لأهل القرآن منظومة من منظومات علم التجويد، طالما تشوق أهل القرآن للاطلاع عليها؛ لما لمسوه من أهميتها، وذلك من خلال ما قرأوه من نقول مجتزأة منها في ثنايا كتب التجويد المختلفة.
أعني بها منظومة: "المفيد في التجويد" للإمام المقرئ الفقيه الشيخ شهاب الدين أحمد بن أحمد بن بدر الدين بن إبراهيم الطيبي، رحمه الله تعالى، (910-979ه).
وهي منظومة من بحر الرجز، في: (193) بيتا، وقد قمت بتحقيقها على نسختين خطيتين:
صفحہ 2
أولاهما: من مخطوطات المكتبة الظاهرية بدمشق، وهي ضمن مجموع رقمه: (3624) وتقع في (6) لوحات، بخط الشيخ عبد الغني النابلسي رحمه الله تعالى، خطها جيد، غير مشكول إلا في مواضع قليلة، كتبت بالمداد الأسود والعناوين بالأحمر، ورمزت لها في المقابلة بحرف: "ظ"
وثانيتهما: نسخة مكتبة "طلعت" الملحقة بدار الكتب المصرية، وهي فيها برقم: 82 قراءات، وتقع في (7) لوحات، خطها جيد، ومشكول شكلا تاما، كتبت بالمداد الأسود والعناوين بالأحمر، ورمزت لها في المقابلة بحرف: "م"
وقد التزمت في إخراجها ما جرت به العادة في منظومات هذه السلسلة من وضع عشرة أبيات في الصفحة الواحدة، والكتابة على الرسم الإملائي الحديث، إلا الكلمات القرآنية فهي على الرسم والضبط القرآني، وقد وضعت بعض علامات الترقيم التي تعين القارئ على فهم النص، وألحقت بالمنظومة بعض الهوامش لبيان الفروق بين النسختين والتعليق على بعض الأبيات عند الحاجة، وكذلك ألحقت ترجمة للناظم -رحمه الله- معزوة إلى مصادرها.
أسأل الله -تعالى- أن ينفع بها كل من قرأها ورغب بحفظها، كما أسأله -سبحانه- أن يجزي الناظم عنا وعن المسلمين كل خير، إنه تعالى سميع قريب مجيب، وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين، والحمد لله رب العالمين.
جدة/25/ذي القعدة/1417ه
خادم القرآن الكريم
أيمن رشدي سويد
قال الفقير أحمد بن الطيبي
أحمد -يرجو رحمة المجيب-:
وأنزل القرآن نورا للملا ... الحمد لله الذي تفضلا
صفحہ 3
موفقا له إلى رشاده ... هدى به من شاء من عباده على النبي الهاشمي أحمدا ... ثم الصلاة والسلام سرمدا
وقارئي ومقرئي القرآن ... وآله وصحبه الأعيان
بعض مهمات لمستفيد ... وبعد: قد نظمت في التجويد
يبغي قراءة على الوجه الحسن ... فليتفهمنه بالإتقان من
والله فضلا ينشر النفع به
في خلقه بالمصطفى وصحبه
حروف الهجاء
وعدة الحروف للهجاء ... تسع وعشرون بلا امتراء
أولها الهمزة، لكن سميت: ... بألف مجازا؛ اذ قد صورت
بها في الابتداء حتما، وهي في ... سواه بالواو ويا وألف
ودون صورة، فما للهمزة ... مميز يخصها من صورة
بل يستعيرون لها صورة ما ... مر لتخفيف إليه علما
والألف: المد الذي ينشأ من ... إشباع فتحة ك: من صافى أمن
فلفظها مفردة ممتنع ... ولم تكن في الابتداء تقع
إذ تلزم السكون، والفتح لما ... تليه، فاحتاجت لحرف قدما
فاختيرت اللام وقالوا: لام الف ... أي لفظها بهذه اللام عرف (1)
إذ قد توصلوا للام سكنت ... أي لام "ال" بألف تحركت
أي: همزة، فعكسوا ذا في الألف ... مع أن "لا" حرف له معنى ألف
فمن يكن عن ألف قد سئلا ... بأن يبين لفظها؟ يقول: لا
والمد والقصر جميعا رويا ... في: با وتا وثا وحا وخا ويا (2)
صفحہ 4
ورا وطا وظا وفا وها، فزد ... همزة ان شئت، ودع إن لم ترد ولغة القصر بها الذكر ورد ... ومن يعد الزاي منها لم يرد (3)
ولكن الزاي بياء أشهر ... وجاء زي دون زين فانظروا
وقولهم في ذي: حروف، إنما ... يعنون أسماء الحروف فاعلما
أما الحروف -وهي المسمى- ... فتلك ألفاظ بذي تسمى
وكل حرف واحد -إلا الألف- ... أحواله أربعة بها وصف:
ساكن، او محرك بفتحة ... أو كسرة تكون، أو بضمة
مثاله: ب، ب، ب، إب، للباء ... وقس على ذا سائر الهجاء
وساغ الابتدا بها، وجاز أن ... تتبع ما حرك والذي سكن
فست عشرة من الأحوال ... للحرف في وقف وفي اتصال (4)
إن خفف الحرف كذا إن شددا ... وزد ثلاثة لخف في ابتدا
فأت إذا نطقت بالمحركه ... بهاء سكت نحو: كه وكه وكه (5)
وإن ترد نطقا بما منها سكن ... فهمزة مكسورة بها ابدأن
والبدء بالتشديد غير ممكن ... ولا بما خفف من مسكن
وكل ما شدد في وزان ... حرفين: ساكن بضمن (6) ثان
مثال همز شددوا: سؤال (7) ... وليس في الذكر له مثال
وأهملوا استعمال واو سكنت ... من بعد كسر، وبياء قلبت
وهكذا إن تسكن اليا بعد ضم ... فقلبها واوا لديهم انحتم
(1) جاءت هذه الشطرة في (م) هكذا: أي التي لفظ الألف بها عرف. وسقطت من (م) أيضا الأبيات الثلاثة التالية لهذا البيت.
(2) جاءت هذه الشطرة في (م) هكذا: "في نحو: با وحا وطا وها ويا" وسقط من (م) أيضا البيت التالي.
صفحہ 5
( 3) جاء في (ظ) بعد البيت (23) الأبيات الثلاثة الآتية:
وترك الوقف بكل الحركه ... وساغ بالروم ببعض الحركه
في غير فتحة، فما للوقف ... عشر وثنتان بحكم العرف
والألف اللفظ بها لا يختلف ... إلا بقصر وبمد إذ نصف
ولا شك أنها مقحمة؛ لعدم تعلقها بما قبلها وما بعدها، والبيتان الأولان يغني عنهما ما جاء في: باب أحكام الوقف، وأما الأخير فيغني عنه ما جاء في البيت (27) وهو قوله:
وكل حرف واحد -إلا الألف- ... أحواله أربعة بها وصف
(4) في (م): لكل حرف حال الاتصال.
(5) سقط هذا البيت والذي بعده من (م).
(6) تحرفت في (ظ) إلى: بضم.
(7) في (م): "سئال"، وكلاهما صحيح.
الحروف الفرعية
واستعملوا أيضا حروفا زائده ... على التي تقدمت (8) لفائده
كقصد تخفيف، وقد تفرعت ... من تلك، كالهمزة حين سهلت
وألف كالياء إذ تمال ... والصاد كالزاي كما قد قالوا
والياء كالواو ك: قيل، مما ... كسر ابتدائه أشموا ضما
والألف التي تراها فخمت ... وهكذا اللام إذا ما غلظت
والنون، عدوها إذا لم يظهروا ... قلت: كذاك الميم فيما يظهر
(8) في (م): "قد قدمت"، وجاء في (ظ) بعد هذا البيت البيت التالي:
وهي: سكون، ثم روم الكسر ... والضم، بعد أربع إذ تجري
ولم أثبته في النص؛ لعدم تعلقه بموضوع الباب.
الحركات الثلاث والسكون
صفحہ 6
والحركات وردت أصليه ... وهي الثلاث، وأتت فرعيه وهي التي قبل الذي أميلا ... وكسرة كضمة ك: قيل
وعند نطق الحركات فاحذرا ... نقصا أو اشباعا أو ان (9) تغيرا
بمزج بعضها بصوت بعض ... أو بسكون فهو غير مرضي
فمزج بعضها ببعض إنما ... يجوز في الفرعي الذي تقدما
وحيث أشبعت فقد ولدت مد ... ولم يجز إلا بحرف انفرد
أعني به (10) هاء الضمير بعد ما ... حرك، نحو: سما
فتصل الهاء بواو أو (11) بيا ... وصلا إذا محرك قد وليا
والنقص روم، أو: هو اختلاس ... وليس كل منهما ينقاس
بل هو مختص كروم الحرف ... إن يكسر او يضم حال الوقف
والاختلاس في: نعما، أرنا ... ونحو: ، و: لا
و: لا تعدوا، لا يهدي إلا ... و، فادر الكلا
وقد يعبرون عن ترك الصله ... للها بالاختلاس، وهي مكمله
لأن وصلها بذاك قدرا ... تمام تحريك لها، به يرى (12)
وكل مضموم فلن يتما ... إلا بضم الشفتين ضما
وذو انخفاض بانخفاض للفم ... يتم والمفتوح بالفتح افهم
إذ الحروف إن تكن محركه ... يشركها مخرج أصل الحركه (13)
أي مخرج الواو ومخرج الألف ... والياء في مخرجها الذي عرف
فإن تر القارئ لن تنطبقا ... شفاهه بالضم كن محققا
بأنه منتقص ما ضما ... والواجب النطق به متما
صفحہ 7
كذاك ذو فتح وذو كسر يجب ... إتمام كل منهما افهمه تصب فالنقص في هذا لدى التأمل ... أقبح في المعنى من اللحن الجلي
إذ هو تغيير لذات الحرف ... واللحن تغيير له بالوصف
فكل حرف رده لأصله ... وانطق به مكملا بكله
وحقق السكون فيما سكنا ... ولا تحركه ك:
وهكذا: مع ... ونحوه، واللام أظهرنا
(9) في (ظ): وأن.
(10) في (ظ): بها.
(11) في (ظ): وبيا.
(12) سقط هذا البيت من: (م).
(13) سقط هذا البيت والذي بعده من: (م).
التنوين
والحرف لا يقبل تحريكين ... معا، كضمين وفتحتين
ونحو: با، وب، وب: تنوين ... نون غدت يلزمها السكون
مزيدة بعد تمام الاسم ... وما لها من صورة في الرسم
في الوصل أثبتها وفي الوقف احذفا ... لا بعد فتح فاقلبنها ألفا
إلا إذا ما هاء تأنيث تلت ... فمطلقا في الوقف حتما حذفت
من أجل ذاك لم يصور بالألف ... ونحو: قف عليه بالألف (14)
هذا وهم قد صوروا التنوين -في ... لفظ- بنون رسمت في المصحف
وهو: كأين، وبنون يوقف ... عليه للرسم، وبعض يحذف
والنون للتوكيد من: يكونا ... وقد صورت تنوينا
أي ألفا كما تصير وقفا ... وهكذا: إذا، وأعني الحرفا
(14) سقط هذا البيت من: (م).
الهمزات
وهمزة تثبت في الحالين ... همزة قطع، نحو: أبيضين
وهمزة تثبت في البدء فقط ... همزة وصل، نحو قولك: النمط
تكسر في البدء من الأسماء ... وهي من " " تفتح ك:
صفحہ 8
وكسرت في الفعل إلا أن يضم ... ثالثه ضما لزوما فتضم
وهمز وصل إن عليه دخلا ... همزة الاستفهام: أبدل، سهلا
إن كان همز " " وإلا فاحذفا ... ك: ، ، ووآخر الهمزين إن يسكن وجب ... إبداله مدا ك: ءات من طلب
كذا: وأوتينا، ، اعددا ... و: حال الابتدا
حروف المد
وأحرف المد ثلاث: الألف ... سكونها من بعد فتح قد عرف
والواو واليا ساكنين: واليا ... كسرا تلت، والواو ضما وليا
والهمز والسكون للمد سبب ... إن وجدا من بعده: وقل (15) وجب
إن وقع الهمز به متصلا ... بكلمة، وجاز حيث انفصلا
وإن أتى قبل سكون قد لزم ... في كلمة: فالمد فيه قد حتم
وسو بين مدغم مثقل ... ومظهر مخفف على الجلي
وما أتى قبل سكون انفصل ... فحذفه حتم إذا به اتصل
إلا الذي تلاه تاء شددت ... لأحمد البزي فإنه ثبت
لأن الادغام على المد طرا ... فلم يكن مثل الذي تقررا
وما تلاه ساكن قد عرضا ... للوقف فالتثليث فيه يرتضى
مع السكون المحض والإشمام ... واقصر مع الروم بلا ملام
وإن تر الآخر همزا ك: السمآ ... فالوقف مطلقا بمد حتما
وما تلاه مدغم لابن العلا ... فهو كعارض، فثلث مسجلا
وما تلاه مدغم الزيات ... ومدغم البزي من التاءات
صفحہ 9
يمد حتما؛ إذ مع الإدغام ... قد منعا الروم مع الإشمام وابن العلا يراهما، فالمدغم ... لديه كالساكن وقفا فاعلموا
وما أتى من قبل همز غيرا ... أو ساكن كذاك: فامدد واقصرا
ومد حجز بين همزين فصل ... فاقصر، وبعض عده مما اتصل
وما خلا عن سبب مما ذكر ... فهو طبيعي لديهم، وقصر
(15) في (ظ): لكن وجب.
حرفا اللين
والواو والياء إذا ما سكنا ... من بعد فتحة ك: قول غيرنا
يسميان: حرفي اللين، ولا ... تمد إلا مع سكون وصلا
وثلثا مع عارض للوقف ... ومدغم لابن العلاء (16) تلفي
وامدد ووسط مع لازم (17) ك: ع ... معا، وللمكي: الذين (18)
و"النشر" سوى بين عارض وما ... لابن العلا وبين ما قد لزما (19)
وقبل لازم أتى منفصلا ... فالواو ضم، واكسر اليا موصلا
(16) في (م): "ومدغم لابن العلا إن تلفي" والمؤدى واحد.
(17) في (ظ): "مع عارض"، والصواب ما في (م)؛ لأن سكون النون آخر هجاء: "عين" لازم، وصلا ووقفا، و: "ك:ع" تقرأ: كعين.
(18) في النسختين: "اللتين" وهو سهو؛ لأنها ليست من القرآن، والصواب ما أثبته، انظر: التيسير ص95، والنشر 248/2.
(19) سقط هذا البيت من: (م).
أحكام النون الساكنة والتنوين
أربعة أحكامهم للنون ... ساكنة رسما وللتنوين
الادغام في أحرف: يرملون ... لا مثل: بنيان ولا ينوون
وتركوا الغنة مع لام ورا ... ومن يبق معهما ما اشتهرا
صفحہ 10
لكن مع أحرف "ينمو" نبقي ... وأظهرن عند حروف الحلق (20) وتلك ستة تراها أولا: ... ألا هدى عال حلا غاد خلا
واقلبهما من قبل باء ميما ... وأخف بالغنة تلك الميما
وعند باقي أحرف الهجاء قد ... أخفوهما بغنة كما ورد
وأظهر الغنة بالتبيين ... من كل ميم شددت أو نون (21)
كقولهم: هم، وغم، ثم، ثم ... لكن، إنهن، عنهن، فتم
الإدغام (20)
والنون من فاعلم مدغم ... في الواو بالخلف وكذاك من عند الميم ... في السورتين فاستفد تعليمي
وليس بعد النون راء ولا لام ... بكلمة، ولا يجوز الادغام
لو وقعا، كالواو واليا حتما ... كذا ب: أنمار وينمو زنما
ونحوها، وفي انمحى الوجهان حق ... كذاك في: هنمرش وفي انمحق
ويجب الإدغام في: ءامنا ... مني، وعني قل،
(20) هذا الباب من نسخة: (ظ) فقط.
(21) في (م): ويظهران عند حرف الحلق.
(22) جاء هذا البيت والذي بعده في (ظ) آخر باب : حكم الميم الساكنة وبينهما بيت غير مفهوم ولا علاقة له بالموضوع، كالتالي:
وليظهر الغنة بالتبيين ... من كل ميم شددت أو نون
وفخمنها بعد راء رققت؟ ... وهي بغير كسرة قد حركت؟
كقوله: هم وغم ثم ثم ... لكن إنهن عنهن فتم
حكم الميم الساكنة
إن تسكن الميم: وجوبا أدغمت ... في مثلها، وعند باء أخفيت
بغنة، وعند باقي الأحرف (23) ... قد أظهرت حتما على القول الوفي
وليحذر التالي من الإخفاء ... لها لدى الواو وعند الفاء
صفحہ 11
( 23) في هامش (م) من نسخة أن الشطرة الثانية لهذا البيت كالتالي:
قد أظهرت حتما بلا توقف
الأحرف المفخمة
وفخمن أحرف الاستعلاء ... وتلك سبعة بلا خفاء
يجمعها: قظ خص ضغط، وامتنع ... ظهور الاستعلاء مع كسر يقع (24)
ومدعيه ناطق بالخلط ... للكسر بالفتحة وهو مخطي
وفخم المطبق منها أكملا: ... الصاد والطا أعجما أو أهملا
وفخم اللام من الجلاله ... من بعد غير الكسر والإماله
وإن تفخم بعد ما أميلا ... أيضا يكن لديهم مقبولا
(24) الذي عليه المحققون -ومنهم الإمام محمد المتولي رحمه الله (ت1313ه)- أن الكسر يضعف استعلاء الحرف المستعلي ولا يلغيه.
حكم الراء
ورقق الرا ذات كسر مسجلا ... وذات تسكين تلت كسرا جلا
مؤصلا في كلمة الرا، وخلا ... من حرف الاستعلاء بعد موصلا
والخلف في: ؛ لكسر القاف ... و: فخم بلا خلاف
وفي سكون الوقف رقق إن تلت ... كسرة، او ممالا، او يا سكنت
ولا يضر الفصل بين الكسر ... والرا بساكن ك: (25)
ورومها كحال الاتصال ... ولا تكررها بكل حال
وما خلت من موجب الترقيق ... فحكمها التفخيم بالتحقيق
(25) المعمول به أن في الوقف على: الوجهين: التفخيم والترقيق، واختار ابن الجزري فيها الترقيق؛ إجراء للوقف مجرى الوصل انظر: النشر 106/2، ولو مثل الناظم بنحو: مما الحاجز فيه غير حرف استعلاء لكان أولى.
صفحہ 12
حكم الألف الساكنة وما عدا أحرف الاستعلاء ... ولام لله وحرف الراء
فرققنه مطلقا، إلا الألف ... فاحكم لها بما تلت، كما وصف
ففخمنها بعد ما قد فخما ... وبعد ما رقق رقق فاعلما
وأطلق الترقيق فيها الجعبري ... ورده في "نشره" ابن الجزري
وكان في "تمهيده" قد ألزما ... ترقيقها من بعد لام فخما
لكنه عن ذاك بعد رجعا ... وقال: إن حكمها أن تتبعا
فلم تكن توصف بالتفخيم ... ولا بترقيق لدى التقسيم
حروف القلقلة
وخمسة تسمى: حروف القلقله ... لكونها -إن سكنت- مقلقله
يجمعها: "قطب جد" فوف ... بها، وبالغ مع سكون الوقف
لكن ما أدغم لن يقلقلا ... لكونه في ما يليه دخلا
إدغام المثلين والمتجانسين
وأول المثلين أدغم إن ورد ... ساكنا الا أن يكون حرف مد
مثاله: قد دخلوا، وبل لا ... لا ك: الذي يفي، وقالوا ولى
واحكم لما تجانسا بمثل ما ... حكمت للمثلين حكما لزما
والمتجانسان -نلت المعرفه-: ... ما اتفقا بمخرج دون صفه
كالذال مع ظاء ك: ... والدال مع تاء ك: قد تركتم
والتاء مع دال وطا ك: ... ، ودعوا بعد
واللام مع راء ك: هل رأيتم ... بل ران، قل رب، فقيسوا وافهموا
لكن أتى الخلاف في: ، لدى ... ذلك، مع تجانس قد وجدا
وأظهرن: ، معه، ... كذاك (26): قلوب، فالتقم
صفحہ 13
: أظهر قبله يا: ... وإن حذفت الهمز قبل الياء منه لبزيهم والبصري: ... فاظهر وأدغم من طريق النشر (27)
كذاك (28): ، والأكثر ... في أظهروا
والطاء في التا من: أحطت أدغما ... ومن: بسطت، وابق إطباقهما
: أدغم بلا خلاف ... ولا تبق صفة للقاف
(26) في (م): أيضا ولا تزغ.
(27) هذا البيت من (ظ) فقط.
(28) في (ظ): وأظهر اصفح عنهم.
حكم لام "ال"
واللام من: " " أدغمنها في ... نصف من الحروف دون نصف
فأحرف الإظهار ذا التركيب: ... "جمعك حق خوفه أغيب"
بالقمرية التي قد أظهرت ... سموا، وبالشمسية الت (29) أدغمت
ولم تقع ذي اللام من قبل الألف ... وقبل همز الوصل كسرها عرف
(29) الت: أصلها التي، فحذفت ياؤها، وسكنت تاؤها؛ للضرورة.
أحكام الوقف
قد جعل السكون أصل الوقف ... فقف به حتما، وحيث تلفي
محركا بالضم أو بالكسر: رم ... وأشمم ايضا الذي تراه ضم
والروم: الاتيان ببعض الكسرة ... وقفا، وهكذا ببعض الضمة
وضمك الشفاه من بعيد ما ... تسكن المضموم: الاشمام افهما
في عارض الشكل وميم الجمع لا ... روم ولا إشمام أيضا دخلا
كذاك ها التأنيث إن بالهاء ... أردت وقفا، لا إذا بالتاء
في ها الضمير المنع بعد ما انكسر ... أو ضم أو أميهما قد اشتهر
حينئذ: في الوقف لا ... روم؛ إذ التحريك عارض جلا
وكل ما حرك لا تسكنا ... وصلا، وذا التنوين فيه نونا
صفحہ 14
تنبيه والروم والإشمام في الوصل وفي ... غير الأخير (30) استعملا في أحرف
فبهما للكل فاقرأنا ... بالحتم في:
وشعبة أشم في: لدني، لدى ... كهف، وعنه الروم فيه وردا
وكل ما أدغمه فتى العلا ... فهو كموقوف عليه مسجلا
فما يرى بالروم والإشمام ... -وقفا- يسوغ مع ذا الإدغام
لكن الاشمام مع الباء ومع ... ميم وفا -حالة الادغام- امتنع
واشمم -بغير الوقف- فيما ذكرا ... مقارن التسكين لا مؤخرا
وتم في: نصف جمادى الآخره ... عام: هدايات عليم ظاهره
. ... 5 + 70 + 900 = 975ه
والحمد لله الذي من بما ... أرشدنا به (31) وجاد كرما
ثم الصلاة (32) مع سلام أبدا ... منه على الذي به الخلق هدى
محمد خير الورى، والآل ... والصحب ما تلا القرآن تالي
(30) أي: في غير الحرف الأخير من الكلمة.
(31) في (ظ): أرشدنا له.
(32) في (م): ثم صلاة.
صفحہ 15
( تمت المنظومة والحمد لله رب العالمين )
نامعلوم صفحہ