فإذا ذكرنا حد أحكام النجوم والمنجم وفي أي شيء ينبغي أن ينظر صاحب صناعة الأحكام فإنا نذكر الأشياء الستة التي تتبع ذلك فأقول إن لأحكام النجوم ابتداء وأصلا وفرعا وبرهانا وثمرة وتماما فابتداء الأحكام المعشوقة معرفة فضيلة العلم بالأشياء الكائنات والعناية بها وأصلها معرفة كيفية وكمية حركات الأجرام العلوية وفرع هذه المعرفة أن يحكم بها على الأمور الكائنات في هذا العالم المتغير وبرهان الأحكام الصواب الذي يكون بتقدمة العلم بحالات الكواكب واستعمالها في الشيء الذي يراد علمه من الأشياء التي تكون واستفادة هذا العلم إنما يكون بالعناء والتعب وقد يتهيأ لخواص من الناس في بعض الأوقات الصواب في الأشياء الكائنات بالرأي والتخمين فمن هاهنا رأينا أن نبدأ بمعرفة حالات الكواكب ثم نجعل الحكم له تبعا لكيلا يظن أن الحكم على النجوم إنما هو اعتساف بالحدس والرأي من غير معرفة مواضع الكواكب وحالاتها ودلالاتها وثمرة الصواب والمنفعة والفائدة بسببه من عند ذوي المعرفة بفضيلة الصواب والمنفعة بالصواب هو التمام وكل ما لا تمام له فمنقوص والأشياء لا تقوم إلا بالتمام الفصل الثالث في خاصية دلالة الشمس على اعتدال الأهوية والطبائع والتركيبات ومشاركة الكواكب لها
إن قوما ممن خالفنا زعموا أن اعتدال الطبائع وثباتها وقوامها وتركيب الحيوان والنبات والجواهر ليست من أجل الشمس والكواكب ولكنها تنطبع بذاتها من غير علة وقال آخرون إن للتركيبات علة هي غير الكواكب
صفحہ 244