وإنما صارت البروج الدالة على الأركان وحالاتها الثلاث لأن البروج هي مكان للكواكب ولا تدل على التغيير بذاتها وإنما تدل على التغيير والكون والفساد باختلاف حالاتها كطلوعها وغرو بها وبحلول بعض الكواكب فيها وبغلبته عليها وكذلك هذه الأركان إنما هي أركان للكون والفساد ولا تقبل التغيير من ذاتها وإنما تقبل التغيير باختلاف الزمان عليها ولممازجة بعضها لبعض ولغلبة بعضها على بعض فلهذه العلة علموا أن البروج هي الدالة على الأركان الأربعة وأن عددها على عدد حالات الأركان في ابتداء كون الأشخاص ووسطها ونهايتها وذلك على ما أنا موضحه لما كانت الأركان الأربعة المركبة وهي النار والأرض والهواء والماء وما يتولد من حالاتها الثلاث التي هي الابتداء والوسط والنهاية يكون اثني عشر وكان الدال على الأركان الأربعة وما يتولد من حالاتها الثلاث البروج الاثنى عشر وهي الحمل والثور والجوزاء والسرطان والأسد والسنبلة والميزان والعقرب والقوس والجدي والدلو والحوت صار للحمل الدلالة على النار وصار للثور الدلالة على الأرض وصار للجوزاء الدلالة على الهواء وصار للسرطان الدلالة على الماء حتى تمت دلالة أربعة بروج لأربعة أركان
صفحہ 192