والجهة الثانية لأن الطالع دليل على الأبدان وعلى الابتدائات فلذلك يلقى من الطالع فأما إلقاؤهم ذلك من بعض بيوت الفلك أو من بعض الكواكب فلأن ذلك البيت أو ذلك الكوكب يكون من جنس ذلك السهم ولأن الطالع وبيوت الفلك التي منها يطرح بعد ما بين الدليلين الطبيعيين تتغير في كل وقت يسمى الدليل الثالث منتقل الدلالة فأما استعمالهم في السهام الدرج المستوية فإنما فعلوا ذلك لأن الكواكب إنما تدور على محور فلك البروج وتسير في فلك البروج وكذلك الطالع إنما يحسب بدرج فلك البروج ودرج فلك البروج هي درج السواء لأن القائل يقول الكوكب في برج كذا في درجة كذا والطالع كذا وكذا درجة من برج كذا وهذا كله بدرج السواء الذي هو من درج فلك البروج فلذلك استعملوا في السهام درج السواء فأما درج المطالع فإنما هو من درج الفلك المحيط بفلك البروج وهو يدير فلك البروج وسائر الأفلاك وبين محور الفلك المحيط ومحور فلك البروج ثلاثة وعشرون درجة وإحدى وخمسون دقيقة على ما زعم بطلميوس الفصل الثاني في تفصيل السهام وأسمائها
قد ذكرنا في الفصل الذي قبل هذا علة استخراج السهام فأما الآن فسنذكر تفصيل السهام وأسمائها اعلم أن السهام المصححة التي استعملها الأوائل من أهل فارس وبابل ومصر على ما وجدناه في كتبهم وهي سبعة وتسعون سهما وهي على ثلاثة أصناف الصنف الأول سهام الكواكب السبعة والصنف الثاني سهام البيوت الاثني عشر والصنف الثالث السهام التي لسائر الأشياء مما ليس له ذكر في البيوت الاثني عشر وإنما هي سهام يحتاج إليها في مواضع من المواليد وتحاو يل السنين والمسائل والابتدائات
فأما عدد سهام الصنف الأول فإنها سبعة لكل كوكب من الكواكب السريعة السير سهم وكل سهم منها يسمى باسم كوكبه وكل الأوائل من علماء أصحاب صناعة النجوم مجمعون على كيفية استخراجها فأما قوم من المحدثين ممن خفي عليهم كثير من طبائع الكواكب خالفوا الأوائل في استخراج سهام هذه الكواكب السبعة وسنذكر ذلك في موضعه
وأما عدد سهام الصنف الثاني فهي سهام البيوت الاثني عشر المشهورة المستعملة التي قد اجتمع عليها القدماء فإنها ثمانون سهما
منها للطالع ثلاثة أحدها سهم الحياة والثاني سهم عماد الطالع والثالث سهم المنطق والعقل وللبيت الثاني ثلاثة أسهم الأول سهم المال والثاني سهم القرض والثالث سهم اللقطة وللبيت الثالث ثلاثة أسهم الأول سهم الإخوة والثاني سهم عدد الإخوة والثالث سهم موت الإخوة
صفحہ 824