والأخرى الخاصية المختلفة الثابتة المستعملة في صناعة أحكام النجوم وهذا الذي يدل عليه الكوكب من السعادة أو النحوسة باختلاف حالاته عن الكيفيات المختلفة للأشخاص المفردة على الكون أو الفساد والقبح أو السماحة والطول أو القصر والسمن أو الهزال والبياض أو السواد والغناء أو الفقر والجاه والسلطان والعز فقد يدل الكوكب السعد في بعض الأوقات على النحوسة في هذا المعنى ويدل الكوكب النحس في بعض الأوقات على السعادة فيه على قدر اختلاف حالات الكواكب في البروج التي تكون فيها كالتشريق والتغريب والتذكير والتأنيث وسائر الحالات المختلفة التي لها وهذه الحالات التي هي سبب انتقالها من السعادة إلى النحوسة أو من النحوسة إلى السعادة
فتلك الدلالة التي تكون لها بتلك الحال ثابتة لها أبدا ومثال ذلك أن زحل خاصيته النحوسة إلا أنه إذا كان بالنهار فوق الأرض مشرقا صالح الحال في ذاته وفي مكانه من برجه فإنه يتحول إلى طبع السعود فيدل على السعادة ومتى كان بالنهار على هذه الحال التي ذكرنا فإن دلالة السعادة ثابتة له وكذلك السعود إذا تحولت إلى طبع النحوس فدلت على شيء من المكروه فإنها متى كانت بتلك الحال التي انتقلت إليها فإن تلك الخاصية النحوسة ثابتة لها فقد صارت خاصيتا الكوكب ثابتتين له وهكذا حد وجود الخاصيات أن يقال متى كان الشيء موجودا كانت خاصيته موجودة معه فإذا كانت الكواكب موجودة بطبائعها فإن خاصيتها في الدلالة على السعادة والنحوسة موجودتان معها أبدا وكل شيء نذكره فيما يستقبل ويقول إن الكوكب بطبيعته يدل على السعادة أو على النحوسة فإنما نعني بذلك ما يدل عليه بخاصية فعله
صفحہ 396