فهذه الدلالات السبعة الطبيعية المفردة التي ذكرناها فإن لكل واحدة منها دلالة على حدة على كثرة ماء المد وقلته وقوته وضعفه واعتداله فاعرف هذه الدلالة فإنه إذا اجتمعت كل هذه الشهادات التي تدل على كثرة ماء المد في وقت من الأوقات فإنه يكون ماء المد قو يا كثيرا غالبا طو يل الزمان وإن اجتمع بعضها كان دون الأول وكلما قلت شهادات أدلاء المد كان المد أضعف فإن اجتمعت دلالات اعتدال ماء المد في وقت كان ماء المد معتدلا وإن كان بعض الأدلاء تدل على زيادة ماء المد وبعضها تدل على النقصان فإنه يكون ماء المد معتدلا أيضا وإن اجتمعت شهادات قلة ماء المد في وقت فإنه يدل على غاية قلة ماء المد وضعفه
والجهة الثامنة في قوة ماء المد والجزر من الدلالة العرضية فأما الجهات السبع الطبيعية فقد ذكرناها فيما تقدم وإن ستا منها من خاصية دلالة القمر والسابعة من تقوية الشمس له ونحن نذكر الآن الدلالة التي تعرض لتقوية المد والجزر وكثرة مائهما أو قلته من الرياح العارضة في الجو
فاعلم أن للبحر ريحين فإحداهما الريح الخاصية التي تكون في جوف الماء وهي المقوية للمد وقد ذكرنا هذه الريح عند ذكرنا علة المد والجزر والثانية الريح التي تكون في الجو وهي الريح العامية التي يشترك فيها أهل البحر والبر في المواضع كلها وهي تهب من نواحي مختلفة كالمشرق والمغرب والشمال والجنوب وفيما بين هذه المواضع التي ذكرنا فاعرف هذه الرياح ونواحيها التي منها تهب واعرف الريح التي تهب من الناحية التي منها تكون جهة جرية المد والريح التي تهب من الناحية التي منها تكون جهة جرية الجزر
صفحہ 306