ويستدل على ذلك بالبحر الأرمني فإن بعده في الشمال من مدار أول السرطان أحد وعشرون جزءا فيشتد فيه الرياح العواصف ويشتد ظلمته حتى لا يركبه الناس فإذا كان هذا الموضع هو أقرب إلى مدار الشمس الصيفي من الموضع الذي ذكرناه قبل لا يمكن ركو به ولا الكون فيه لشدة البرد والظلمة فكيف يمكن أن يتركب في المكان الذي هو في غاية البعد من الشمس حيوان أو نبات مع ما فيه من البرد والظلمة وعصوف الرياح وقد يستدل أيضا على ما ذكرنا بمن في الشمال في أقاصي أرمينية فإنهم لا يستطيعون أن يظهروا من الثلوج ستة أشهر وإنما يكون ذلك إذا صارت الشمس في البروج الجنوبية وإن كثيرا من الحيوان الذي عندهم يموت في تلك الستة أشهر وكثيرا من طيرهم يمكث في وكره أربعة أشهر لا ينتشر ولا يعتلف وإنما بعد ذلك المكان في الشمال من خط الاستواء خمسة وأربعون جزءا
صفحہ 248