الْبَاب الْخَامِس
فِي ذكر المواعظ
وَهَذَا الْبَاب يَنْقَسِم قسمَيْنِ الْقسم الأول يخْتَص بِذكر الْقَصَص وَالْقسم الثَّانِي فِيهِ المواعظ والإشارات مُطلقًا
الْقسم الأول
وَهُوَ الْمُخْتَص بِذكر الْقَصَص وَفِيه سِتّ وَعِشْرُونَ قصَّة
الْفَصْل الأول فِي قصَّة آدم ﵇
اعلموا أَن الله تَعَالَى خلق آدم ﵇ آخر الْخلق لِأَنَّهُ مهد الدَّار قبل السَّاكِن وَأقَام عذره قبل الزلل بقوله ﴿فِي الأَرْض﴾ فظنت الْمَلَائِكَة أَن تفضيله بِنَفسِهِ فضنت بِالْفَضْلِ عَلَيْهِ فَقَالُوا ﴿أَتجْعَلُ فِيهَا﴾ فقوبلوا بِلَفْظ ﴿إِنِّي أعلم﴾ فَلَمَّا صوره أَلْقَاهُ كاللقا فَلَمَّا عاين إِبْلِيس تِلْكَ الصُّورَة بَات من الْهم فِي سُورَة فَلَمَّا نفخ فِيهِ الرّوح بَات الْحَاسِد ينوح ثمَّ نُودي فِي نَادِي الْمَلَائِكَة ﴿اسجدوا لآدَم﴾ فتطهروا من غَدِير ﴿لَا علم لنا﴾ وغودر الغادر بخسا بكبرياء ﴿أَنا خير﴾
1 / 76