ولقد جاء الرد على هذه البرقية من الصدر الأعظم سعيد حليم ومن وكيل القائد العام أنور باشا، وهذا نص ترجمتها:
إن التحدث في مثل ما بينتموه عن الحرب والعرب ليس من حقوقكم، وإن من بالشام من المجرمين سينالون الجزاء العادل، وإن ما بينتموه لا تكون نتيجته بحقكم مسرة؛ وعليه فسوف لا ترون نجلكم فيصل بك مرة أخرى قبل أن تبعثوا بالمجاهدين إلى الجبهة كما وعدتم، وإن لم تنفذوا هذا فكما قلنا فالنتيجة بحقكم لا تكون خيرية.
وقد أتيت بهذه البرقية للوالد، بعد أن حللت رموزها، وهو في الخارجة بمكة ليلا وأنا بيدي حامل الشمعة فقدمتها إليه، قال اقرأها ، قلت لا أقرأها، فتناولها ووضع المنظرة على عينيه، وبعد أن تلاها نظر إلي وقال: أيهددني؟! ثم قال:
سوف ترى إذا انجلى الغبار
أفرس تحتك أم حمار
ثم قال: اكتب الجواب للصدارة ووكالة القيادة العامة:
ليس لي ما أقوله سوى النصيحة الأخيرة في برقيتي وبها ضمان انحياز العرب إلى صفوفكم بقلوبهم. أما ابني فيصل فلم أبعثه إليكم وأنا أعتقد أني أراه مرة أخرى فافعلوا ما شئتم.
وبعد يومين وردت البرقية التي هذا نصها من الصدر الأعظم:
بعد التأمل رأينا شكر سيادتكم على أجوبتكم، فإذا بعثتم بالمجاهدين إلى الشام فقد أشعرنا جمال باشا ليذاكر نجلكم السامي الشريف فيصل بك فيما يتعلق بالمجرمين السياسيين.
فأجابه:
نامعلوم صفحہ