وقفت على باب المشرحة.
رائحة نفاذة عجيبة؛ جثث آدمية عارية، فوق مناضد رخامية بيضاء. حملتني قدماي إلى الداخل في وجل، واقتربت من إحدى الجثث العارية ووقفت إلى جوارها. جثة رجل عارية تماما.
الطلبة من حولي ينظرون إلي ويبتسمون في مكر، وينظرون ماذا أفعل.
كدت أشيح بوجهي عن الجسد العاري وأجري خارجة من المشرحة . ولكن لا، لن أفعل ذلك.
ونظرت إلى جانبي ورأيت جثة امرأة عارية، وإلى جوارها بعض الطلبة وينظرون إليها في جرأة وقوة.
سلطت نظراتي على جثة الرجل في جرأة وقوة، وأمسكت المشرط في يدي. •••
كان هذا هو أول لقاء سافر لي بالرجل والرجولة؛ فيه فقد الرجل هيبته وجلاله وعظمته الموهومة، نزل الرجل من فوق عرشه وارتمى على منضدة التشريح بجوار المرأة.
لماذا كانت أمي تضع هذه الفروق الهائلة بيني وبين أخي، وتصنع من الرجل إلها، علي أن أقضي عمري كله أطبخ له طعامه؟
لماذا يحاول المجتمع دائما أن يقنعني بأن الرجولة امتياز وشرف، وأن الأنوثة مهانة وضعف؟
هل يمكن لأمي أن تصدق أنني أقف وأمامي رجل عار، وفي يدي مشرط أفتح به بطنه ورأسه؟
نامعلوم صفحہ