إن الفظائع التي ترتكب في أنحاء البلاد والتي تصيب مواطنينا وإخواننا، توهن النفس وتجعلها تتمرد على كل شيء إلى إنهاء هذه الفظائع المنكرة.
إن عدم إلغاء الأحكام العرفية لا يدع مجالا لوصول الأخبار لدينا عن مصرنا العزيزة، ولا يبعث فينا روح الطمأنينة عن وفدنا المصري ... فنحن اليوم قلقون ... والقلق والدرس ضدان لا يتفقان.
إلقاء الشبهات على كل بريء، ومعاملته معاملة قاسية، لا سيما سجن وجلد الطبقات المحترمة الراقية كما فعلوا مع موظفين وطلبة في صفط الملوك بالبحيرة وأسيوط والجزيرة وغيرها.
وقد جاء في المنشور رقم 7 الذي أصدرته اللجنة المستعجلة:
لقد آن أيها الأبطال أن تجردوا سلاحكم في وجه خصمكم العنيد؛ حيث لم يرهبه التهديد، آن لكم أن تضربوا لفك قيود إخوانكم في الوطنية ممن اعتقلوا لاستمرارهم مضربين تنفيذا لقرار اللجنة.
فإن صمم كل منكم على الإضراب وعادت إليه شهامته الأولى، وكلكم وطنيون مخلصون، اتحدت قلوبكم عن بعد، وأضربتم جميعا على غير موعد.
فنستحلفكم باسم الوطنية الصادقة، باسم الشرف والواجب، باسم مصر ألا تتركوا أحدا من أبنائها إخوانكم فريسة لعدوكم، ولا تصدقوا للإنجليز وعدا فهم كاذبون خادعون.
الفصل السادس عشر
طوال الفترة التي بدأت منذ اعتقال سعد زغلول باشا ورفاقه الثلاثة في 8 مارس 1919 ونفيهم إلى مالطة، وحتى الإفراج عنهم والسماح لباقي أعضاء الوفد بالسفر، كان زوجي علي شعراوي باشا وكيل الوفد هو الذي يتولى رئاسة هذه الهيئة ومتابعة أعمالها خلال هذه الفترة الخطيرة الرهيبة، وقد تحمل المسئولية كاملة مستهدفا لكل أنواع العقاب هو ومن معه من أعضاء الوفد. وهي مسئولية تفوق في خطرها مسئولية رئيس الوفد المنفي؛ لأن سعد باشا نفي في وقت كانت البلاد فيه خالية من المظاهرات، ومن ذلك الغليان الذي أعقبها، ومن تلك الحوادث الخطيرة التي عمت البلاد، وقد اشترك مع زوجي في تحمل هذه المسئولية باقي أعضاء الوفد بجنان ثابت وجأش رابط منذ لحظة اعتقال سعد.
وقد حدث في يوم الاعتقال، أن أرسلت قرينة سعد باشا إلى زوجي تبلغه أن مكتب سعد مفتوح له ولزملائه في غيابه كما كان في حضوره، وترجوه أن يقبلوا دعوتها للعشاء في ذلك المساء، وأن يعقدوا جلستهم الأولى في مكان انعقادها المألوف كي لا يطرأ على سير الدعوة أدنى تغيير بعد ذلك الحادث الذي أريد به القضاء عليه.
نامعلوم صفحہ