مذکرات ہدیٰ شعراوی

ہدیٰ شعراوی d. 1367 AH
152

مذکرات ہدیٰ شعراوی

مذكرات هدى شعراوي

اصناف

أيتها السيدات: إذا كنا في الماضي بدأنا بمشاركة الرجال في الاشتغال بتلك المسائل، فعذرنا في هذا أن حالة البلد كانت مدة الحرب العالمية وعقبها في مركز استثنائي يثير النفس مهما تعودت الصبر؛ لأن ما نال البلاد في تلك الأيام من الغبن وسوء المعاملة كان يحتم على كل كائن فيه إظهار تذمره وصياحه في وجه الظالمين.

أما اليوم وقد استقرت الحالة على نوع ما، ونالت البلاد الحكم الدستوري، فإن من الواجب علينا أن نترك تلك الأمور السياسية مؤقتا اكتفاء بأولي الشأن فيها من الرجال لنتفرغ لما هو خاص بنا. على أننا قد رأينا بالرغم من مشاركتنا للرجال عدة سنوات؛ إهمالهم شأن المرأة في تقرير حقها السياسي، حتى في أبسط الحقوق الأولية كقبولها ناخبة، مع أن هذا حق لكل رجل مهما كانت درجته من الجهالة وتجرده من أي ميزة تميزه عن أقل امرأة في الهيئة الاجتماعية، لذلك كانت دعوة اليوم للتحدث معكن فيما تم على يد جمعية الاتحاد النسائي التي لها الحظ الأوفر بمعاضدتكن لها واشتراككن فيها، ولست بحاجة إلى أن أذكركن أن هذه الجمعية تأسست سنة 1923 لتكون واسطة تعارف وتعاون بين المرأة المصرية وأختها الغربية. لقد كان هذا التعارف ضروريا جدا لإزالة ما علق بأذهان الغربيين من تصور المرأة المصرية عضوا أشل أو لعبة من لعب الزينة في أيدي الرجال، ولست أدعي أن الجمعية استطاعت أن تحقق كثيرا من مقاصدها، وذلك:

أولا:

لأن كل عمل إصلاحي تعترضه في بدايته عقبات من ذوي الأفكار الرجعية الذين انطبعوا بطابع التقاليد العتيقة الجامدة.

ثانيا:

لأن المعونة اللازمة لتقوية هذه الجمعية ونشر مبادئها، لم تكن مصحوبة بالغيرة الكافية والمثابرة الواجبة.

سيداتي: بالرغم من السببين السالفين، وبالرغم من أن العاملات المثابرات على خدمة هذه الجمعية من أعضائها لم يزدن على عدد أصابع اليد إلى اليوم ... وبالرغم من كل ذلك، أتت هذه الجمعية بثمرات باهرة في خارج القطر وداخله، ونالت من حسن السمعة ما يشجعنا على مضاعفة مجهوداتنا، ويقوي يقيننا في قرب تحقيق أغراضنا.

أيتها السيدات: عقب إنشاء هذه الجمعية، سافر أول وفد عنها إلى المؤتمر النسائي الدولي العام الذي عقد بمدينة روما في مايو 1923. وهناك تبينت رسلكن وكادت تلمس الفرق العظيم بين حياة المرأة الغربية ومركزها في الهيئة الاجتماعية وبين زميلتها في الشرق، وقد كان هذا الدرس أول قبس اتخذ أساسا لوضع قواعد الإصلاح الواجبة للمرأة عندنا؛ لذلك فكرنا فيما يجب أن نبدأ به؛ لذلك فكرنا في الإصلاح وتنظيم حالة العائلة.

ولما كان الزواج أول مرحلة من مراحل تأسيس العائلة، كان الاشتغال بتنظيمه الحجر الأول في بناء الإصلاح، ولما كان الزواج المبكر عندنا هو أول عقبة تحول بين الفتاة وبين تكوينها تكوينا صحيحا ينهض بها في معترك الحياة، وكان هذا النوع من الزواج شائعا بطريقة مفزعة في أنحاء القطر ولا سيما في القرى والريف: رأينا أن نبدأ عملنا بطلب تشريع يعصم الفتاة من الزواج قبل بلوغها السادسة عشرة من عمرها، ليكون لديها من الوقت ما يسمح لجسمها بالتكوين ولعقلها بالتهذيب والتثقيف.

وقد كان نظام التعليم لذلك الوقت يحول بين الفتاة وبين أمانيها في التعليم الثانوي، فطلبنا أيضا إلى الحكومة أن تذلل هذه العقبة وتساوي بين الولد والبنت في جميع درجات التعليم.

نامعلوم صفحہ