385

ثقل ولا كراهة.

ولربما اعترض بعض الجهال في هذا الموضع وقال : كراهة هذه اللفظة ، انما هو : لطولها.

وليس الأمر كذلك : فانا لو حذفنا منها : الألف والتاء ، وقلنا : مستشزر ، لكان ذلك ثقيلا ايضا ، وسببه : ان الشين قبلها تاء وبعدها زاي فثقل النطق بها ، والا ، فلو جعلنا عوضا من الزاي : راء ومن الراء فاء فقلنا : مستشرف ، لزال ذلك الثقل.

ثم قال : ولقد رآني بعض الناس ، وانا اعيب على «امرء القيس» هذه اللفظة المشار اليها فأكبر ذلك ، لوقوفه مع شهرة التقليد ، في ان امرء القيس أشعر الشعراء ، فعجبت من ارتباطه بمثل هذه الشبهة الضعيفة ، وقلت له : لا يمنع احسان امرء القيس ، من استقباح ماله من القبح.

ومثال هذا : كمثال غزال المسك ، فانه يخرج منه : المسك ، والبعر.

ولا يمنع : طيب ما يخرج من مسكه ، من خبث ما يخرج من بعره ولا تكون لذاذة ذلك الطيب : حامية للخبث من الاستكراه. فسكت الرجل عند ذلك .. انتهى.

ووجه بعضهم الثقل فيما نحن فيه : بان «الشين» اتصفت بالهمس والرخاوة ، و «التاء» قبلها ، اتصفت بالهمس والشدة ، فقد اشتركا في الهمس ، واختلفا في الشدة والرخاوة ، والضرر جاء من اختلافهما وكذلك : شاركت «الشين الزاي» في الرخاوة ، واختلفا في الهمس والجهر ، والضرر جاء من اختلافهما.

صفحہ 387