373

وانما قلنا : «فى الجملة» لأن بلاغة الكلام كما يأتي تعريفها عن قريب : لا تتوقف على فصاحة المتكلم ، بل على فصاحة الكلام والمفرد.

وكذلك : بلاغة المتكلم ، لا تتوقف على فصاحة المتكلم مفهوما ، بل على فصاحة الكلام والمفرد ، اذ لم تؤخذ الملكة ، التي هى : الفصاحة في المتكلم على ما يأتي بيانه عن قريب لا في بلاغة المتكلم ، بل ولا في بلاغة الكلام

نعم ، تتوقف على تلك الملكة : بلاغة المتكلم ، بحسب الوجود ، اذ لا يقتدر : على تأليف كلام بليغ ، الا من يقدر بتلك الملكة : على تأليف كلام فصيح.

والحاصل : ان معرفة البلاغة مفهوما ، متوقفة على معرفة الفصاحة مفهوما.

(لكونها)، اي : الفصاحة : (مأخوذة في تعريف البلاغة)

ولما كانت كذلك : (وجب تقديمها)، اي : معرفة الفصاحة ، على : معرفة البلاغة.

(ولهذا) الوجه ، الذي ذكر : في وجوب تقديم معرفة الفصاحة.

(بعينه : وجب تقديم) معرفة : (فصاحة المفرد ، على) معرفة : (فصاحة الكلام).

وليعلم : ان توقف فصاحة الكلام ، على فصاحة المفرد ، بلا واسطة ، بخلاف فصاحة المتكلم ، فان توقفها عليها ، بواسطة أخذ فصاحة الكلام المتوقف عليها ، في فصاحته ، والمتوقف على المتوقف على الشيء متوقف على ذلك الشيء ، فليتدبر.

والفاء في قوله : (فالفصاحة)، تسمى : فصيحة بالصاد المهملة ، وقد تسمى : فضيحة بالضاد المعجمة .

صفحہ 375