353

والعامة تقول : لا افعله قط ، وهو : لحن ، لما قلنا : من انه لاستغراق ما مضى ، لا الحال او الاستقبال.

واشتقاقه من قططته اي : قطعته ، فمعنى : «ما فعلته قط» ما فعلته فيما انقطع من عمري ، لان الماضي : منقطع عن الحال والاستقبال.

قال الرضي : وقط ، لا يستعمل الا بمعنى : ابدا ، لأنه مشتق من القط وهو : القطع ، كما يقول : لا أفعله البتة الا ان قط مبنى ، لما سنذكره ، بخلاف البتة .

وربما استعمل «قط» هذه ، بدون النفي ، لفظا ومعنى ، نحو : كنت اراه قط ، اي : دائما ، وقد استعمل بدونه ، لفظا لا معنى ، نحو : هل رأيت الذئب قط لان الاستفهام دال على النفي : اي عدم العلم ، وانما بنى : لتضمنه لام الاستغراق لزوما لاستغراقه جميع الماضي ، وبنى على الضم حملا على اخته «عوض».

وهذه اشهر لغاته ، اعني : مفتوح القاف ، مضموم الطاء المشددة .

وقال ابن هشام : بنيت لتضمنها معنى «مذ ، والى» لأن المعنى : مذ ان خلقت الى الآن ، وعلى حركة لئلا يلتقى ساكنان ، وكانت الضمة تشبيها بالغايات ، وقد تكسر على أصل التقاء الساكنين.

وقد يتبع فائه طائه في الضم ، وقد تخفف طائه مع ضمها او اسكانها.

الوجه الثاني : ان تكون بمعنى : «حسب» وهذه مفتوحة القاف ساكنة الطاء يقال : قطى ، وقطك ، وقط زيد ، درهم.

مثل : حسبى ، وحسبك ، وحسب زيد ، درهم ، بالاضافة في الجميع الا انها مبنية ، لأنها موضوعة على حرفين ، و «حسب» معربة ، فتأمل.

الوجه الثالث : ان تكون اسم فعل ، بمعنى : يكفى ، فيقال : قطني بنون الوقاية كما يقال : يكفيني.

صفحہ 355