278

لا نفيا لأصل اتيان القوم ومجيئهم ، ولو بعضهم.

(وهذا) الذي ادعاه الشيخ ، (مما لا سبيل الى الشك فيه) عند من له ذوق ولطف قريحة ، فى فهم دقائق الكلام.

(ولعمري لقد افرط المصنف).

قال في المثل السائر ما ملخصه : الاقتصاد والتفريط والأفراط توجد في كل شيء من علم وصناعة وخلق.

فاما الاقتصاد ، فهو : من القصد الذي هو : الوقوف على الوسط الذي لا يميل الى احد الطرفين.

واما التفريط ، فهو : التقصير والتضييع.

واما الافراط ، فهو : الاسراف وتجاوز الحد.

فالتفريط والافراط هما الطرفان ، والاقتصاد : هو الوسط المعتدل. انتهى.

فعلى هذا : معنى العبارة : ان المصنف ، لقد اسرف وتجاوز الحد (في وصف القسم الثالث)، وذمه ، والازراء به : (بان فيه حشوا وتطويلا ، وتعقيدا ، تصريحا اولا ) بقوله : «ولكن كان غير مصون. الخ (وتلويحا ثانيا ) بقوله : قابلا للاختصار .. الخ (وتعريضا ثالثا حيث وصف) المصنف ، (مؤلفه)، اي : المختصر : (بأنه مختصر منقح ، سهل المأخذ ، اي : لا تطويل فيه ، ولا حشو ولا تعقيد ، كما في القسم الثالث).

وليعلم : ان التلويح والتعريض ، وكذا الرمز والايماء والاشارة ، كلها من اقسام الكناية ، على وجه مخرج دقيق ، والفرق بينها بالاعتبار.

قال في بحث الكناية قال السكاكي : الكناية تتفاوت الي تعريض وتلويح ، ورمز وايماء واشارة.

صفحہ 280