231

روى : انه هلك لابى ذويب في عام خمس بنين ، وكانوا فيمن هاجروا الى مصر ، فرثاهم بقصيدة ، منها هذا البيت ، ومنها قوله :

اودى بنى واعقبونى حسرة

عند الرقاد وعبرة لا تقلع

حكى : ان الحسن بن علي (ع) دخل على معاوية يعوده ، فلما رآه معاوية ، قام وتجلد ، وانشد :

بتجلدي للشامتين اريهم

انى لريب الدهر لا اتضعضع

فاجابه الحسن (ع) على الفور وقال : واذا المنية انشبت اظفارها ... البيت.

شبه ابو ذويب في نفسه : المنية بالسبع ، في اغتيال النفوس بالقهر والغلبة ، من غير تفرقة : بين نفاع وضرار ، ولا رقة لمرحوم ، ولا بقيا على ذي فضيلة.

فاثبت لها ، اي : للمنية الأظفار ، التي لا يكمل ذلك الاغتيال فيه اي : في السبع بدونها ، تحقيقا للمبالغة في التشبيه.

فتشبيه المنية : بالسبع في النفس استعارة بالكناية ، واثبات الأظفار للمنية : استعارة تخييلية.

واشار الى الثانى بقوله : وكما في قول الآخر :

ولئن نطقت بشكر برك مفصحا

فلسان حالي بالشكاية انطق

شبه في النفس الحال : بافسان متكلم ، في الدلالة على المقصود وهذا هو الاستعارة بالكناية ، فاثبت لها ، اي : للحال ، اللسان الذي به قوامها ، اي. قوام الدلالة فيه ، اي : في الانسان المتكلم. وهذا استعارة تخييلية ، انتهى.

ولا يذهب عليك : ان الاستار بالنسبة الى الاشياء المحتجبة ، من

صفحہ 233