226

واما التصريف : فانه اذا لم يكن عارفا به ، لم تفسد عليه معاني كلامه ، وانما تفسد عليه الاوضاع ، وان كانت المعاني صحيحة وسيأتي بيان ذلك : في تحرير الجواب ، فنقول :

اما قولك : ان التصريف لا حاجة اليه ، واستدلالك : بما ذكرته من المثال المضروب ، فان ذلك لا يستمر لك الكلام فيه :

ألا ترى : انك مثلت كلامك في لفظة سرداح وقلت : انه لا يحتاج الى معرفة ان (الالف) زائدة هي ام اصلية. لأنها انما نقلت عن العرب ، على ما هي عليه ، من غير زيادة ولا نقص.

وهذا : لا يطرد ، الا فيما هذا سبيله : من نقل الألفاظ على هيئتها ، من غير تصرف فيها بحال.

فاما اذا اريد تصغيرها ، او جمعها. والنسبة اليها ، فانه اذا لم يعرف الاصل في حروف الكلمة ، وزيادتها ، وحذفها ، وابدالها ، يضل حينئذ عن السبيل ، وينشأ من ذلك مجال للعائب ، والطاعن.

ألا ترى : انه اذا قيل للنحوي. وكان جاهلا بعلم التصريف : كيف تصغير لفظة (اضطرب) فانه يقول : (ضطيرب) ولا يلام على جهله بذلك ، لأن الذي تقتضيه صناعة النحو ، قد اتى به.

وذلك : ان النحاة يقولون : اذا كانت الكلمة على خمسة احرف وفيها حرف زائد ، حذفته ، نحو قولهم في منطلق : (مطيلق) وفي جحمرش : (جحيمر) فلفظة (منطلق) على خمسة احرف ، وفيها حرفان زائدان ، هما : (الميم ، والنون) الا ان الميم ، زيدت فيها لمعنى فلذلك لم تحذف ، وحذفت النون.

واما لفظة (جحيمرش) فخماسية لا زيادة فيها ، وحذف منها حرف

صفحہ 228