معترك الأقران في إعجاز القرآن

جلال الدين السيوطي d. 911 AH
65

معترك الأقران في إعجاز القرآن

معترك الأقران في إعجاز القرآن، ويسمى (إعجاز القرآن ومعترك الأقران)

ایڈیشن نمبر

الأولى ١٤٠٨ هـ

اشاعت کا سال

١٩٨٨ م

فإن قيل: كيف جاء: (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ)، وعادة السؤال يجيء جوابه في القرآن بِقُلْ. قلنا: حُذِفت للإشارة إلى أن العبد في حالة الدعاء في أشرف المقامات، ولا واسطة بينه وبين مولاه. ورد في القرآن سورتان، أولهما يا أنها الناس في نصفه الأول، وهي تشتمل على شرح البدأ، والتي في النصف الثاني على شرح المعاد. ******* الوجه السادس من وجوه إعجازه (مُشْتَبِهات آياته) وذلك أن القصة الواحدة ترد في سوَرٍ شتَّى وفواصل مختلفة بأن يأتي في موضع واحد مقدمًا وفي آخر مؤخرًا، كقوله في البقرة: (وادخُلُوا البَابَ سُجَّدًا وقولُوا حِطَّة) . البقرة: ٥٨. وفي الأعراف: (وقولوا حِطّة وادْخُلُوا البابَ سُجّدًا) . الأعراف: ١٦١. وفي البقرة: (وما أهِل بهِ لغَيْرِ اللهِ) وسائر القرآن: (وما أهِلّ لغَيْرِ الله به) . وفي موضع بزيادةٍ وفي موضع بدونها، نحو: (سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ) . وفي يس: (وَسَوَاء) . يس: ١٠، وفي البقرة: (ويَكونَ الدِّينُ للَهِ) البقرة: ١٦٣. وفي الأنفال: (كُلّه لله) الأنفال: ٣٩. وفي موضع معرفًا وفي آخر منكرًا. أو مفردًا وفي آخر جمعًا. أو بحرف وفي آخر بحرف آخر. أو مدغمًا أو مفككًا. وهذا النوع يتداخل مع نوع المناسبات. وقد أفرده بالتصنيف جماعة أولهم فيما أحسب الكسائي، ونظمه السخاوي، وألف في توجيهه الكرماني كتابه "البرهان في متشابه القرآن". وأحسن منه درة التنزيل وغرة التأويل" لأبي عبد الله الرازي (١) . وأحسن منها كلها "ملاك التأويل في متشابه التنزيل" لأبي جعفر بن الزبير. وللقاضي بدر الدين بن جماعة في ذلك كتاب لطيف سماه "كشف المعاني عن متشابه المثاني". وفي كتابي أسرار التنزيل المسمى

(١) الراجح نسبة الكتاب إلى الخطيب الإسكافي ﵀، وقد نقل عنه الكرماني في "البرهان في متشابه القرآن" بعض الأجوبة، - ناسبا الكتاب - للخطيب الإسكافي، ومعلوم أن الكرماني متقدم على الرازي. والله أعلم.

1 / 66