معترك الأقران في إعجاز القرآن

جلال الدين السيوطي d. 911 AH
112

معترك الأقران في إعجاز القرآن

معترك الأقران في إعجاز القرآن، ويسمى (إعجاز القرآن ومعترك الأقران)

ایڈیشن نمبر

الأولى ١٤٠٨ هـ

اشاعت کا سال

١٩٨٨ م

وقوله: (وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ)، أي عقوبته، وقيل إياه. وقال السُّهَيْلي: النفس عبارة عن حقيقة الوجود دون معنى زائد. وقد استعمل من لفظها النفاسة، والشيء النفيس، فصلحت للتعبير عنه سبحانه. وقال ابن اللبان: أوَّلَهَا العلماء بتأويلات، منها أن النفس عبّر بها عن الذات، قال: وهذا وإن كان سائغًا في اللغة، ولكن تعدي الفعل إليها بفي المفيد للظرفية محال عليه تعالى. وقد أوّلها بعضهم بالغيب، أي ولا أعلم ما في غيبك وسرك. قال: وهذا حسن، لقوله آخر الآية: إنك أنْتَ علاّم الغيوب. ومن ذلك " الوجه "، وهو مؤَوَّل بالذات. وقال ابن اللبان - في قوله: (يريدون وَجْهَه) . (إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ) الدهر: ٩. (ابْتِغَاءَ وَجْهِ اللَّهِ) . المراد إخلاص النية. وقال غيره في قوله: (فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ)، أي الجهة التي أمر بالتوجه إليها. ومن ذلك "العَيْن"، وهي مؤولة بالبصر أو الإدراك، بل قال بعضهم: إنها حقيقة في ذلك، خلافًا لتوهم بعض الناس أنها مجاز، وإنما المجاز في تسمية العضو بها. وقال ابن اللبان: نسبة العين إليه تعالى اسم لآياته المبصرة، بها سبحانه ينظر للمؤمنين وبها ينظرون إليه. قال: (فَلَمَّا جَاءَتْهُمْ آيَاتُنَا مُبْصِرَةً) . نسب البصر للآيات على سبيل المجاز تحقيقًا لأنها المرادة المنسوبة إليه. وقال: (قَدْ جَاءَكُمْ بَصَائِرُ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنْ أَبْصَرَ فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ عَمِيَ فَعَلَيْهَا) قال: فقوله: (وَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا) . أي بآياتنا تنظر إليها بنا وننظر بها إليك، قال: ويؤيد أن المراد بالأعين الآيات

1 / 113