في حرب كانت بين الأوس والخزرج. وقيل لحسان بن ثابت: من أشعر الناس قال: الذي يقول يعني ابن الإطنابة
أني من القوم الذين إذا انتدوا ... بدؤوا بحق الله ثم النائل
انتدوا: جلسوا في النادي. وهي قصيدة وبعد هذا البيت:
المانعين من الخنا جيرانهم ... والحاشدين على طعام النازل
والخالطين فقيرهم بغنيهم ... والباذلين عطاءهم للسائل
لا يطبعون وهم على أحسابهم ... يشفون بالأحلام داء الجاهل
القائلين ولا يعاب خطيبهم ... يوم المقامة بالكلام الفاصل
وقال معاوية لقد وضعت رجلي في الركاب يوم صفين وهممت بالفرار فما منعني من ذلك إلا قول ابن الإطنابة:
أبت لي عفتي وأبى بلائي ... وأخذي الحمد بالثمن الربيح
وإكراهي على المكروه نفسي ... وضربي هامة البطل المشيح
وقولي كلما جشأت وجاشت ... مكانك تحمدي أو تستريحي
لأدفع عن مآثر صالحات ... وأحمي بعد عن عرض صحيح
معقر البارقي قيل اسمه عمرو بن سفيان بن حمار بن الحارث بن أوس وبارق من الأزد. وقيل اسمه سفيان بن أوس بن حمار وهو جاهلي سمي معقرًا بقوله في قصيدته المشهورة:
لها ناهض في الوكر قد مهدت له ... كما مهدت للبعل حسناء عاقر
وفيها يقول:
فجئنا إلى جمع كأن زهاءه ... جراد هفا من هبوة متطاير
تهيبك الأسفار من خشية الردى ... وكم قد رأينا من رد لا يسافر
وخبرها الوراد إن ليس بينها ... وبين قرى نجران والدرب كافر
فألقت عصاها واستقر بها النوى ... كما قر عينًا بالإياب المسافر
أنشدت هذا البيت عائشة ﵂ لما بلغها موت علي بن أبي طالب ﵁.
عمرو بن الحارث بن مضاض بن عمرو بن غالب الجرهمي أحد المعمرين القدماء وهو القائل لما أجلتهم خزاعة عن الحرم وكانوا ولاة البيت بعد نبت بن اسماعيل بن ابراهيم عليهما الصلاة والسلام:
كأن لم يكن بين الحجون إلى الصفا ... أنيس ولم يسمر بمكة سامر
1 / 204