بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيد محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين ، ورضي الله عن صحابته المتقين ... أما بعد: يحفل التاريخ الفقهي للمذهب الإباضي بمئات الأعلام الذين كتبوا عشرات الألوف من الأجزاء والصفحات في الفقه العام، والمعروف أن المذاهب الفقهية المعروفة سلكت أحد سبيلين في الاستنباط الفقهي : التأصيل والتقعيد أولا ، وترتيب الفلروع على الأصول، أو أن التقديرات والأسئلة والأجوبة والفروع أتت أولا، ثم جرى ربطها أو ضمها بالعودة إلى الأصول والأدلة والقواعد ، ويقول ابن خلدون إن الشافعية سلكوا المسلك الأول في حين سلك الأحناف المسلك الثاني. والواقع أن الأدلة المجملة أو التفصيلية حاضرة دائما في ذهن الفقيه وعمله وإن لم يذكرها دائما في نشاطه الاجتهادي أو القياسي.
اوما أن انتهى القرن الثالث الهجري حتى كانت جماهير الفقهاء - باستثناءات اقليلية - قد اتفقت على الأصول والأدلة إلا الشاذ والنادر وصاحب الاتحاه الخاص، وما يقال عن الأدلة يقال أيضا عن القواعد والضوابط الفقهية والتي كانت ملحوظة ضمنا فيا أعمال الفقهاء المستقلين وأتباع المذاهب، والقاعدة بحسب السبكي في "الأشباه والنظائرا القضية كلية تنطبق عليها جزئيات كثيرة تفهم أحكامها منها ،والأمثلة على ذلك كثير ومنها : الأمور بمقاصدها، واليقين لا يزال بالشك، وإعمال الكلام أولى من إهماله ووهكذا فالذي يتأمل القواعد والضوابط يعرف أها ضرورية للاجتهاد الفقهي ولعمل الفقيه. ورغم أن هناك قواعد مذهبية خاصة مدرسة معينة ؛ فالأعم الأغلب الاتفاق على أكثر القواعد؛ كما ييدو من المؤلفات الي كتبت في شي المذاهب والي تتفق في الغالب اوإن اختلفت طرائق الإعمال والتوظيف .
نامعلوم صفحہ