سُؤَالَات أحلى من الشهد شيب بِمَاء الْغَمَام، تتْرك الأذهان مستشرفة لَهَا بَين إقدام وإحجام، وجوابات أحسن من الدّرّ والعقيان فِي نحور الغيد الحسان، وأذكى من حركات النسيم بَين الْورْد وَالريحَان؛ فمجامع الْعلمَاء بنشر فَوَائده ونكاته معمورة، ومحافل الْفُضَلَاء بِذكر إيراداته وتحقيقاته مغمورة، يتَقرَّب إِلَى حَضرته الْعليا كل بِمَا عِنْده، ويعاني فِي طلب مرضاته وكده وكده، فَإِذا نظر إِلَى هَذِه البضاعة المزجاة بِعَين الرِّضَا، فَهُوَ غَايَة السؤل وَنِهَايَة المرتجى، وَإِلَّا من قلَّة استعداد العَبْد، وَقصر الباع عَن المرتاد وَالْقَصْد، وَبِاللَّهِ أستعين، وَعَلِيهِ الْمعول، وَفِيه الرَّجَاء ولديه المؤمل، وَلَا حول وَلَا قُوَّة إِلَّا بِاللَّه الْعلي الْعَظِيم.
وَقبل الشُّرُوع فِي الْأَبْوَاب أذكر مُقَدّمَة لهَذَا الْكتاب، وَالله تَعَالَى ملهم الْحق وَالصَّوَاب.
1 / 32