مصر کے جدید بانی کا دور محمد علی

کلی احمد شکری d. 1360 AH
53

مصر کے جدید بانی کا دور محمد علی

الاتجاه السياسي لمصر في عهد محمد علي: مؤسس مصر الحديثة

اصناف

ولقد لعب الاعتقاد بأن الجنس اليوناني بأسره قد يباع في أسواق النخاسة دورا هائلا في دفع الدول الغربية العظمى إلى التدخل.

وإليك حقيقة راسخة أخرى تدلك على مبلغ استحقاق اليونانيين لكل هذا العطف المصطنع؛ فلقد نجح اليونانيون في الجزر في صد غارات خسرو القبطان باشا، ولكن حاجة هؤلاء إلى النقود سببت أكبر صعوبة في طريق الاحتفاظ بوحدات الأسطول اليوناني. ولم يكن الملاحون اليونانيون راغبين حتى في خدمة بلادهم مجانا، وما دام دفع مرتباتهم قد أصبح متعذرا؛ فقد سمح لهم بالقيام بأعمال السلب والنهب. فبحجة الحصار البحري بدءوا في أعمال القرصنة جملة والاستيلاء على أمتعة الناس.

وحدث أن سفينة فرنسية كانت قاصدة «كانديا» وعليها شحنة من الذهب لدفع ثمن ما تبتاعه من الزيوت، فاستولى عليها اليونانيون وأخذوا في تعذيب بحارتها لإفشاء مخبأ الذهب، وكان ثغر «هيدرا» وثغر «سبزيا» أروح الثغور لأعمال القرصنة؛ ففي هيدرا أرسل الأميرال الفرنسي «دي نرنجي» ضابطا إلى الشاطئ ليطلب إعادة ما أخذه اليونانيون من على ظهر إحدى البواخر الفرنسية، وإذ ذاك اجتمع الأهالي وهددوا بقتل كل من حدثته نفسه بإفشاء أي معلومات عن القراصنة المسئولين عن نهب الباخرة المذكورة. وكانت توجد في جبهة نابلي محكمة مخصوصة للبت في أمر الغنائم، فحضر إليها القراصنة شاهري مسدساتهم، وتوعدوا بإحراق بيوت القضاة إذا ترددوا في إصدار الحكم بإبقاء الغنائم في أيدي مقتنصيها.

وحدث مرة أن قائد العمارة النمساوية اضطر إلى وضع يده على بعض السفن اليونانية في هيدرا وسبزيا لتعويض ما لحق بعض الرعايا النمساويين من الخسارة، كذلك اضطر أحد القواد الإنجليز بعد يأسه من العدالة اليونانية إلى أن يدخل إلى ميناء هيدرا، وأن يقبض على من رآه فيها من القراصنة.

16

فأنت ترى أن الأسطول اليوناني بعد ما أظهره بادئ ذي بدء من المهارة والبسالة قد تحول تدريجيا إلى منسر لصوص وقراصنة، غايته سلب البواخر الأوروبية ونهبها أكثر من القضاء على الأتراك.

17

ومن ثم تبين للناس أن الفقر في داخل الإمبراطورية العثمانية أنه إذا مست حرية التجارة في عرض البحار؛ إذ كان الأتراك أنفسهم قد عجزوا عن تقليم أظافر القراصنة اليونانيين فإن الدول التي أصيبت تجارتها بالضرر لا مفر لها من التدخل في الأمر لوضع حد لهذا الكفاح.

على أن الباعث الحقيقي الذي دفع الدول إلى تقرير التدخل في النزاع لم يكن منشؤه أراجيف محبي الإنسانية ولا ما ارتكبه القراصنة اليونانيون من الجرائم والفظائع. كلا؛ بل كان مرده إلى ما لروسيا من مطامع سياسية تبتغي تحقيقها. فإن الإمبراطور إسكندر كان ينظر دائما إلى حمايته الطبيعية للكنيسة الأرثوذكسية باعتبارها خير وسيلة للتدخل في الشئون التركية على أنه لم يكن ميالا بين سنتي 1823م و1824م إلى الانفراد بعمل خاص يقوم به دون الدول الأخرى، ومن ثم وضع تدابير باسم المؤتمر الأوروبي من شأنها أن تؤدي إلى جعل كلمة روسيا هي العليا في اليونان. ولكن كاننج تمكن من التنصل من هذا المؤتمر، ولما توفي الإمبراطور إسكندر في نهاية عام 1825م وخلفه الإمبراطور نقولا على العرش رؤي ألا مفر من اتخاذ إجراءات أخرى للحيلولة دون نشوب الحرب بين روسيا وتركيا بسبب المشكلة اليونانية ، وفي هذه الحالة اقترح مبدأ تدخل روسيا وإنجلترا في النزاع وتم الاتفاق على ذلك، واقتنعت فرنسا بضرورة الانضمام إلى الدولتين المذكورتين، وكانت نتيجة كل هذه المباحثات عقد اتفاق 6 يوليو سنة 1827م الذي ارتبطت فيه الدول الثلاث آنفة الذكر ببذل مجهود مشترك لحمل فريقي الخلاف على أن تلجأ الدول المذكورة في حالة الرفض إلى استخدام ما تهيئه الظروف من الوسائل الفعالة لمنع أي اصطدام آخر بينهما، أما الطريقة العملية التي رؤي استخدامها لتنفيذ المشروع فتتلخص في ضرب الحصار على المورة بواسطة أساطيل الدول الثلاث لتدويخ إبراهيم جوعا.

وكان سفراء الدول الثلاث قد تقدموا إلى الباب العالي من قبل بالتماسات عديدة لوقف القتال، ولكن لم تقابل هذه المساعي في كل مرة إلا بالجواب الجاف؛ وهو أن الثورة اليونانية تعتبر مسألة داخلية بحتة ليس لها أهمية شرعية بالنسبة للدول الأوروبية. وفي يوم 16 أغسطس حمل تراجمة السفارات الثلاث إلى الرئيس أفندي - أي وزير الخارجية - مذكرة رفض استلامها، وفي اليوم التاسع والعشرين من الشهر نفسه كرروا الزيارة؛ فأكد لهم الرئيس أفندي أن السلطان لن يقبل أي اقتراح أو مسعى خاصا باليونان، وأنه لن يتزحزح عن موقفه هذا إلى يوم القيامة. وفي يوم 31 من الشهر المذكور، ذهب السفراء الثلاثة يحملون تصريحا جديدا، وقد رفض الرئيس أفندي استلامه أيضا بعد ادعائه بشكل أقرب إلى ادعاء الأطفال بأنه لم يفهم محتويات ذلك التصريح،

نامعلوم صفحہ