مصر کے جدید بانی کا دور محمد علی
الاتجاه السياسي لمصر في عهد محمد علي: مؤسس مصر الحديثة
اصناف
فقد كان يعتبر بمثابة هدنة مؤقتة تحترم إلى أن يأنس أحد الفريقين من نفسه القوة الكافية على استئناف القتال.
وفي أوائل شهر يناير سنة 1816م، أي بينما كانت القارة الأوروبية المتعبة تتمتع بفترة طويلة من السلام لم تعتدها من قبل، وصلت الأنباء - أو على الأصح أذيع في القاهرة - أن بعض القبائل العربية قد عكرت صفو السلام، وأشعلت نار الثورة بتحريض الوهابيين، وكانت المنية قد أنشبت أظفارها في طوسون بعد عودته من حروب الصحراء، ومن ثم عهد الباشا بقيادة الحملة الجديدة إلى إبراهيم وهو الابن الثاني لباشا مصر، وقد كان يسمى «أسد الشجعان الذي كانت آراؤه سديدة موفقة في كل حين.»
19
وشاءت الأقدار أن يلعب هذا القائد الجديد دورا مهما فيما يقع في السنوات المقبلة من الحوادث الخطيرة.
كانت ولادة إبراهيم في قولة سنة 1789م، وكانت سنه لا تتجاوز السادسة والعشرين ربيعا عندما اختير لقيادة هذه الحملة، كان قصير القامة قوي البنية وعلى جانب عظيم من النشاط، وكان في وسعه أن يقاوم متاعب اللذات ومتاعب الحرب على السواء، كان أزرق العينين عالي الجبين ذا لحية شقراء، وكان كثير النشاط عقلا وجسما، وكان أشبه بوالده محمد علي من حيث الشجاعة المقرونة بأصالة الرأي، ولكن كانت تنقصه حلاوة حديث أبيه وجاذبية أخلاقه وصدق فراسته، سواء في الناس أو في المواقف،
20
وكان صارما يبعث الرهبة في النفوس بعكس أبيه الذي يبعث الإعجاب ويسحر الناس بحلو حديثه. وأحسب أن إبراهيم ما كان ليستطيع أن يشق لنفسه طريق المجد كما فعل أبوه محمد علي، ولكنه كان جنديا يشار إليه بالبنان على كل حال، فقد أصبح الساعد الأيمن لأبيه، ينظر إليه بعين الهيبة المقرونة بالطاعة البنوية، وينفذ أوامره بمنتهى الإخلاص والدقة، ثم إنه ورث عن أبيه أيضا حب النظر في المسائل بنفسه ، بدلا من وضع ثقته فيما يقدم له من التقارير.
21
وكان أول ما وجه إليه اهتمامه ليس إدراك فوز حربي معين، وأنه كان يرى أن الوقت المناسب لم يحن له بعد، بل اكتساب بعض زعماء القبائل إلى الجانب المصري، بعد أن أخذوا يضيقون ذرعا بالحكم الوهابي. وبهذه المناسبة كتب «هنري صولت»، وهو الذي خلف ميسيت في منصبه في أوائل سنة 1817م، يقول: «إن ما أبداه إبراهيم من المواهب في استمالة مختلف القبائل البدوية ليدل على أن النجاح سيكون حليفه في النهاية.»
22
نامعلوم صفحہ