107

مصر کے جدید بانی کا دور محمد علی

الاتجاه السياسي لمصر في عهد محمد علي: مؤسس مصر الحديثة

اصناف

وعندما وصل صارم إلى الإسكندرية تبين لمحمد علي أنه إنما جاء لتملقه ومعرفة طوايا نفسه. وبعد يومين من خروجه من الكورنتينا التي فرضها الخوف من انتشار الطاعون على كل وارد من الآستانة استقبل محمد علي المستر كامبل، وانتقل بهما الحديث إلى ما تتناقله الألسن عن نوبات الجنون التي تصيب القيصر نقولا، ثم استرسل الباشا فقال: «لست أعتقد أنه هو الملك الوحيد الذي يصاب بهذه النوبات؛ فإن مليكي لا يلوح عليه أنه سليم في عقله.» فقد أرسل مندوبا للاتفاق على التعاون بين القاهرة والآستانة دون أن يزوده بالسلطة الكافية لعرض شروط معينة،

36

وفي المناقشات التي دارت بعد ذلك التاريخ اقترح صارم استبقاء مصر وعكا، ولكن الباشا أصر على أن يكون العرض شاملا لكافة الممتلكات التي تحت يده،

37

ولذلك باءت البعثة بالفشل التام كما أراد ديوان الآستانة ذلك، ولكن العقبات التي تحول دون الوصول إلى تفاهم شامل قد أصبحت الآن أشد وضوحا،

38

وهكذا بقي سوء نية الآستانة على حالة لم يغيره شيء.

ولم يخف على أحد الدور الذي لعبته فرنسا في هذه المحاولة العقيمة؛ فلقد كان السائد في الأفهام أنه لولا تشجيعها لمحمد علي وتأييدها إياه لكان اهتمامه باقتراحات بالمرستون أشد وأكثر. وفي الحق أن فرنسا كانت شديدة الحرص على تحذير محمد علي مما كانت تعتقد أنها سياسة عدائية مطردة من ناحية بريطانيا،

39

ولعل سياسة ميترننج كانت ترمي إلى إثارة شكوك بريطانيا في خطط فرنسا؛ لذلك كان مندوبوه يضعون تحت تصرف زملائهم البريطانيين كل ما كانوا يستطيعون اكتشافه أو سرقته أو اختلاقه في هذا الصدد. فمثلا لم يكتف دي لوران قنصل النمسا الجنرال بأن يبلغ كامبل فحوى رسائله إلى وزارة الخارجية، بل أبلغه كذلك الوقائع التي «حملها» من القنصلية الفرنسية، وقد أطلع كامبل مثلا على خطاب بعث به الكولونيل سيف إلى ميمو وعليه توقيع ميمو وملاحظاته على الهامش، وقد كتبت بخطه

نامعلوم صفحہ