مصر کے جدید بانی کا دور محمد علی
الاتجاه السياسي لمصر في عهد محمد علي: مؤسس مصر الحديثة
اصناف
27
لا بل إن أحدهم ذهب إلى حد تقديم عريضة مزورة وبأسماء مصطنعة ضد ولاة الأمور المصريين دافع فيها عن مساوئ لا سبيل للدفاع عنها.
28
وإلى جانب ذلك كله لم تمر على القناصل الوسائط الملائمة التي يتصلون عن طريقها بالسفارة البريطانية في الآستانة؛ فقد كان الترجمان الثاني بشارد وود صهر المستر مور القنصل البريطاني في بيروت، ويمكن الحكم على مزاجه بالحادث الآتي: «فبينما كان كامبل يجوب أنحاء سوريا في سنة 1836م التقى بهذا الرجل وسمعه يقص عليه حكاية تشمئز منها النفوس عن فظائع إبراهيم في قمع ثورة كانت قد نشبت حديثا، وبخاصة إحراقه ما لا يقل عن ثلاثين قرية لم يبق لها أثر.» فسأله كامبل عن أسماء تلك القرى فأرتج الأمر على مور ولم يحر جوابا، فهل رأى القنصل هذه القرى المحروقة؟ ... كلا؛ بل سمع بها فحسب. وقد أصاب كامبل عندما طلب إلى القنصل مور أن يتثبت من صحة الرواية، ومع أن مور لم يستطع التثبت منها؛ فإن صهره وود أبلغها إلى السفير بونسيني في الآستانة باعتبارها حقيقة لا ريب فيها.
29
وليس من شك في أن هذه التقارير الواردة من القناصل كانت على اتفاق مع حالة بالمرستون العقلية، وهي التي أصبحت مشتتة من جراء ما وصفناه لك في الفصل السابق عن تضارب السياسة، ثم انقلبت إلى ثورة غضب بما كان يهدد سلام أوروبا من الخطر الكائن فيما بين السلطان ومحمد علي من علاقات متوترة؛ لهذا كان نظره إلى الموقف الأوروبي وارتيابه في حقيقة إصلاحات محمد علي يدفعانه إلى تأييد السلطان ضد الباشا.
أما خطة فرنسا فكانت تختلف كل الاختلاف عن موقف إنجلترا؛ ذلك لأن فرنسا لم تكن تنظر إلى الإمبراطورية العثمانية باعتبارها كعبة مقدسة لا يصح قص شيء من أطرافها، بل لم تتردد في قطع الجزائر منها.
وفي حين من الأحيان لم تحجم فرنسا عن إرسال وزير مفوض إلى الإسكندرية رأسا، كما أن لويس فيليب أشار في محادثة خاصة إلى استقلال محمد علي بأنه أمر لا بد من تحقيقه مع الزمن.
30
ولقد سبق لفرنسا أن قدمت إلى محمد علي ما يحتاجه من الضباط لجيشه ولأسطوله كما قدمت ما طلبه من الخبراء لمصانع البوارج والترسانات المصرية.
نامعلوم صفحہ