وقال أيضا في الرسالة السنية التي أرسلها إلى طائفة من أهل العبادة ينتسبون إلى بعض الصالحين ويغلون فيه فذكر حدث الخوارج ثم قال فإذا كان في زمن النبي صلى الله عليه وسلم وخلفائه الراشدين ممن ينتسب إلى الإسلام من مرق منه مع عبادته العظيمة فليعلم أن المنتسب إلى الإسلام قد يمرق من الدين وذلك بأمور منها الغلو الذي ذمه الله مثل الغلو في عدي بن مسافر أو غيره بل الغلو في علي بن زبي طالب بل الغلو في المسيح ونحوه فكل من غلا في نبي أو صحابي أو رجل صالح وجعل فيه نوعا من الإلهية مثل أن يقول يا سيدي فلان أغثني أو أنا في حسبك ونحو هذا فهذا كافر يستتاب فإن تاب وإلا قتل فإن الله سبحانه إنما أرسل الرسل وأنزل الكتب ليعبد ولا يدعى معه إله آخر والذين يدعون مع الله آلهة أخرى مثل الشمس والقمر والصالحين والتماثيل المصورة على صورهم لم يكونوا يعتقدون أنها تنزل المطر وتنبت النبات وإنما كانوا يعبدون الملائكة والصالحين ويقولون هؤلاء شفعاؤنا عند الله فبعث الله الرسل وأنزل اكتب تنهى أن يدعى أحد من دونه لا دعاء عبادة ولا دعاء استغاثة وأطال الكلام رحمه الله فتأمل كلامه في أهل عصره من أهل النظر الذين يدعون العلم ومن أهل العبادة الذين يدعون الصلاح وقال في الإقناع في باب حكم المرتد في أوله فمن أشرك بالله أو جحد ربوبيته أو وحدانيته إلى أن قال أو استهزأ بالله أو رسله قال الشيخ لو كان مبغضا لرسوله أو لما جاء به اتفاقا أو جعل بينه وبين الله وساطذ يدعوهم ويتوكل عليهم ويسألهم كفر إجماعا إلى أن قال أو أنكر الشهادتين أو إحداهما فتأمل هذها الكلام بشر أشر قلبك وتأمل هل قالواوا هذا في أشياء وجدت في زمانهم واشتد نكيرهم على أهلها أو قالوها ولم تقع وتأمل الفرق بين جحد الربوبية والوحدانية والبغض لماجاء به السرلو
وقال أيضا في أثناء الباب ومن اعتقد أن لأحد طريقا إلى الله غير متابعة محمد صلى الله عليه وسلم أو لا يجب عليه اتباعه أو أن لغيره خروجا عن اتباعه أو قال أنا محتاج إليه في علم الظاهر دون علم الباطن أو في علم الرشيعة دون علم الحقيقة أو قال إن من العلماء من يسعه الخروج عن شريعته كما وسع الحضر الخروج عن شريعة موسى كفر في هذا كله ولو تعرف من قال هذا الكلام فيه وجزم بكفرهم وعلمت ما هم عليه من الزهد والعبادة وأنهم عند أكثر أهل زماننا من أعظم الأولياء لقضيت العجب
صفحہ 68