ويكون عندك معلوما أن أساس الأمور ورأسه ودعوة الرسل من أولهم إلى أخرهم الأمر بعبادة الله وحده لا شريك والنهي عن عبادة من سواه قال تعالى
ﵟوما أرسلنا من قبلك من رسول إلا نوحي إليه أنه لا إله إلا أنا فاعبدونﵞ
وقال تعالى
ﵟولقد بعثنا في كل أمة رسولا أن اعبدوا اللهﵞ
وقال تعالى
ﵟيا أيها المدثرﵞ
الآيتين ويكون عندك معلوما أن لله تعالى أفعالا وللعبيد أفعالا فأفعال الله الخلق والرزق والنفع والضر والتدبير ولهذها أمر ما ينازع فيه لا كافر ولا مسلم وأفعال العبد العبادة كونه ما يدعو إلا الله ولا ينذر إلا لله ولا يذبح إلا له ولا يخاف خوف السر إلا منه ولا يتوكل إلا عليه فالمسلم من وحد الله بأفعاله سبحانه وأفعاله بنفسه والمشرك الذي يوحد الله بأفعاله سبحانه ويشرك بأفعاله بنفسه وفي الحديث لما نزل الله عليه
ﵟقم فأنذرﵞ
صعد الصفا صلى الله عليه وسلم فنادى واصباحاه فلما اجتمع إليه قريش قال لهم ما قال فقال عمه تبا لك ما جمعتنا إلا لهذا وأنزل الله فيه
ﵟتبت يدا أبي لهب وتبﵞ
وقال صلى الله عليه وسلم يا عباس عم رسول الله ويا صفية عمة رسول الله اشتروا أنفسكم لا أغني عنكم من الله شيئا ويا فاطمة بنت محمد سليني من مالي ما شئت لا أغني عنك من الله شيئا أين هذا من قول صاحب البردة
يا أكرم الخلق مالي من ألوذ به
سواك عند حلول الحادث الغمم
وقوله
ولن يضيق رسول الله جاهك بي
إذا الكريم تجلى باسم منتقم
صفحہ 47