131

مؤلفات محمد بن عبد الوهاب

مؤلفات محمد بن عبد الوهاب في العقيدة

تحقیق کنندہ

عبد العزيز زيد الرومي , د. محمد بلتاجي , د. سيد حجاب

ناشر

جامعة الإمام محمد بن سعود

پبلشر کا مقام

الرياض

فإنه قد جرى عندنا فتنة عظيمة بسبب أشياء نهيت عنها بعض العوام من العادات التي نشؤوا عليها وأخذها الصغير من الكبير مثل عبادة غير اله وتوابع ذلك من تعظيم المشاهد وبناء القباب على القبور وعبادتها واتخاذها مساجدم وغير ذلك مما بينه الله ورسوله غاية بيان وأقام الحجة وقطع العذرة ولكن الأمر كما قال صلى الله عليه وسلم بدأ الإسلام غريبا وسيعود غريبا كما بدأ فلما عظم العوام قطع عاداتهم وساعدهم على إنكار دين الله بعض من يدعي العلم وهور من أبعد الناس عنه إذ العالم من يخشى الله فأرضى الناس يسخط الله وفتح للعوام بالب الشرك بالله وزين لهم وصدهم عن إخلاص الدين لله وأوهمهم أنه من تنقيص الأنبياء والصالحين وهذا بعينه هو اذي جرى على رسول الله صلى الله عليه وسلم لما ذكر أن عيسى عليه السلام عبد مربوب وليس له من الأمر شيء قالت النصارى إنه سب المسيح وأمه وهكذا قالت الرافضة من عرف حقوق أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وأحبهم ولم يعل فيهم رموه بعض أهل بيت رسول الله صلي الله عليه وسلم وهكذا هولاء لما ذكرت لهم ما ذكره الله ورسوله وما ذكره أهل العلم من جميع الطوائف من الأمر بإخلاص الدين لله والنهي عن مشابهة أهل الكتاب من قبلنا في اتخاذ الأحبار والرهبان أربابا من دون الله قالوا لنا تنقصم الأنبياء والصالحين والأولياء والله تعالى ناصر لدينه ولو كره المشركون وها أنا أذكر مستندي في ذلك من كلام أهل العلم من جميع الطوائف فرحم الله من تدبرها بعين البصيرة ثم نصر الله ورسوله وكتابه ودينه ولم تأخذه في ذلك لومة لائم

فأما كلام الحنابلة فقال الشيخ تقي الدين رحمه الله لما ذكر حديث الخوارج فإذا كان في زمن النبي صلى الله عليه وسلم وخلفائه ممن قد انتسب إلى الإسلام من مرق منه مع عبادته العظيمة فيعلم أن المنتسب إلى الإسلام والسنة قد يمرق أيضا وذلك بأمور منها الغلو الذي ذمه الله تعالى كالغلو في بعض المشائخ كالشيخ عدي بل الغلو في علي بن أبي طالب بل الغلو في المسيح ونحوه فكل من غلا في نبي أو رجل صالح وجعل فيه نوعا من الإلهية مثل أن يدعوه مندون الله بأن يقول يا سيدي فلان أغثني أو أجرني أو أنت حسبي أو أنا في حسبك فكل هذا شرك وضلال يستتاب صاحبه فإن تاب وإلا قتل فإن الله أرسل الرسل ليعبد وهحده لا يجعل معه إله آخروالذين يجعلون مع الله آلهة أخرى مثل الملائكة أو المسيح أو العزير أو الصالحين أو غيرهم لم يكونوا يعتقدون أنها تخلق وترزق وإنما كانوا يدعونهم يقولون هؤلاء شفعاؤنا عند الله فبعث الله الرسل تنهى أن يدعى أحد من دون الله لا دعاء عبادة ولا دعاء استغاثة انتهى وقال في الإقناع في أول بال حكم المرتد أن من جعل بينه وبين الله وسائط يدعوهم فهو كافر إجماعا

صفحہ 177