Mixing of Men and Women 1
الاختلاط بين الرجال والنساء ١
ناشر
مطبعة سفير
پبلشر کا مقام
الرياض
اصناف
أما ضرره المحض فمتى كان لغير حاجة معتبرة فهذا الاختلاط ليس فيه منفعة أصلًا، فهو ضرر محض، وأما ضرره الأغلبي فمتى كان لحاجة، كالتعليم، وطلب الرزق، وغير ذلك، فالضرر هنا أعظم من المنفعة؛ لأن تعلم المرأة وعملها تقدر عليه المرأة دون اختلاط، فلم تصل الحاجة هنا إلى حد الضرورة.
وعلى هذا التفصيل يظهر للمنصف أن الاختلاط الحاصل في عصرنا لا يخرج عن هذين الأمرين، وأما كونه أصل كل شر فلقول النبي ﷺ: «ما تركت بعدي فتنة أضرّ على الرجال من النساء» (١).
قال الإمام القرطبي ﵀ عند حديث «فإن أول فتنة بني إسرائيل كانت في النساء» (٢): «فإنهن أول فتنة بني إسرائيل، وفتنتهن على الرجال أشد من كل فتنة، والمحنة بهن أعظم من كل محنة؛ لأن النفوس مجبولة على الميل إليهن، وعلى اتباع أهوائهن، مع نقص عقولهن، وفساد آرائهن» (٣).
رابعًا: اختلاط النساء بالرجال يذهب الحياء؛ لأن المرأة المختلطة بالرجال تتسبب في ذهاب حيائها، ولا خير في امرأة ذهب حياؤها؛ لأن الرسول ﷺ قال: «الحياء من الإيمان» (٤)، بل قال الرسول ﷺ:
(١) رواه البخاري، برقم٥٠٩٦، ومسلم، برقم٢٧٤٠ من حديث أسامة بن زيد ﵁، وتقدم تخريجه. (٢) مسلم، برقم ٢٧٤٢، وتقدم تخريجه. (٣) المفهم، ٧/ ٣١٣. (٤) رواه البخاري، برقم ٢٤، و٦١١٨، ومسلم، برقم ٣٦، عن ابن عمر ﵁.وتقدم تخريجه
1 / 120