مصر خديوی اسماعیل
تاريخ مصر في عهد الخديو إسماعيل باشا
اصناف
الفصل الأول
إصلاح الإدارة1
مصر بلد، إذا حسنت الإدارة فيه، أكل العامر الصحراء.
وإذا ساءت الإدارة فيه، أكلت الصحراء الأرض العامرة!
نابليون الأول
كانت مصر، في مدة المماليك الأخيرة، تنقسم إلى خمسة عشر إقليما: تسعة منها في الوجه البحري وهي: البحيرة، ورشيد، والغربية، ومنوف، ودمياط، والمنصورة، والشرقية، وقليوب، والجيزة، وثلاثة في مصر الوسطى وهي: إطفيح، والفيوم، وبني سويف، وثلاثة في مصر العليا وهي: أسيوط، وجرجا، وقوص (طيبة).
وكان على رأس كل إقليم أمير مملوك يقال له: الكاشف، ومرجع الكل إلى الأمير المملوك المدعو «شيخ البلد» المقيم في القاهرة، والذي كان حاكم القطر الحقيقي، بالرغم من وجود وال عثماني بالقلعة، يرسل من لدن القسطنطينية كلما عن لرجال الحكم هناك أن يعزلوا سلفه، أو كلما أرسل «شيخ البلد» إليه رسوله، المعروف عند أهل مصر بلقب «أبي طبق» لينذره بعزله بأن يقول له: «انزل يا باشا».
وقد حافظ بونابرت على هذا التقسيم.
فلما استتب الأمر لمحمد علي عدله، وروى كلوت بك أن القطر المصري كان في سنة 1840 منقسما إلى سبع مديريات فقط؛ منها أربع في الوجه البحري وهي: البحيرة، والمنوفية، والدقهلية، والشرقية، علاوة على محافظتي الإسكندرية ومصر، وواحدة في مصر الوسطى وهي: بني سويف والفيوم معا؛ واثنتان في الصعيد وهما: المنيا، وإسنا.
وقسم (محمد علي) كل مديرية إلى عدة مراكز، وكل مركز إلى عدة أقسام، وكل قسم إلى عدة نواح، فبلغ عدد المراكز في تلك السنة أربعة وستين، وعدد الأقسام ثلاثمائة ونيفا، وعدد النواحي ثلاثة آلاف وخمسمائة.
نامعلوم صفحہ