مصر خديوی اسماعیل
تاريخ مصر في عهد الخديو إسماعيل باشا
اصناف
40
الباب الثاني
تحقيق الشطر الثاني
أي السعي إلى الفوز بالاستقلال التام للبلاد
إجمال
كانت مصر، لما ارتقى (إسماعيل) عرشها السني، مقيدة بثلاثة قيود كبيرة، تقعدها عن السير إلى مكانها الطبيعي في مصاف الأمم المستقلة. (فالقيد الأول): حق الامتياز الذي منحه (محمد سعيد باشا) سلفه لشركة القناة العالمية، وأصبحت هذه الشركة، بمقتضاه، تشاطر حكومة مصر صولتها، وإدارتها، وماليتها، في جزء عظيم من بلادها.
و(القيد الثاني): السيادة العثمانية بما يتبعها من التصنيفات المذلة، والإلزامات المصغرة، والتوريث بالأرشدية وهلم جرا.
و(القيد الثالث): الامتيازات الأجنبية بما تستلزمه من إدخال القناصل عصيهم في دولاب أعمال الإدارة المصرية، وإيقافهم حركته؛ ومناهضتهم الحكومة في كل مشروع لا يروق في أعينهم وكل إجراء يزعمونه أو يزعمه تابعوهم، ماسا بمصالحهم: دول عديدة تزاحم الدولة صاحبة الشأن على دفة الأحكام، وعلى منصة التشريع والعدالة!
فصمم (إسماعيل) على كسر هذه القيود الثلاثة كسرا باتا، وإزالتها، وما فتئ يعمل على ذلك، عملا حثيثا، نيفا وثلاثة عشر عاما، حتى تسنى له نيل معظم مرامه، وتحقيق جل أمانيه، بالرغم من صعوبات لا تحصى، وعراقيل لا تعد، ومقاومة ظروف الدهر وصروفه له، مقاومة مدهشة؛ ولبيان ذلك نقول ...
الفصل الأول
نامعلوم صفحہ