مصر في قیصریہ الاسکندر المقدونی
مصر في قيصرية الإسكندر المقدوني
اصناف
وتروي أسطورة أن المهندسين خططوا المدينة ليشرف عليها «الإسكندر» بدقيق أخذ من مخصصات الجند، وأنهم تفاءلوا بما سوف يكون للمدينة من عظمة في المستقل، مستبشرين بما حدث عند شروعهم في وضع الدقيق من فوق الأرض. ولهذه الأسطورة روايتان، تخالف إحداهما الأخرى، بل تناقضها
52 (36).
لا بد من أن يكون أول من سكن الإسكندرية، خليط من المقدونيين والأغارقة، ولا علم لنا بالطريقة التي اتبعها «الإسكندر» في جلب الأسر التي كونت النواة الأولى من سكان المدينة. وبعد فترة من الزمان، كان الوطنيون يؤلفون العديد الأكبر من مجموع السكان، ولكنهم لم يتمتعوا بالحقوق المدنية، التي كانت من حق غيرهم. وفي رواية سوف نعود إليها بعد، أن عددا كبيرا من المصريين الذين كانوا يسكنون «كنوبس»، قد أرغموا على الهجرة إلى المدينة الجديدة. وبالرغم من أن عدد العنصر اليهودي في المدينة أصبح كبيرا بعد قليل من الأجيال، فإن من المشكوك فيه أن تكون العبارات التي أوردها المؤرخ «يوسيفوس»
53 (37) عن «الإسكندر»، وتشجيعه اليهود خاصة على سكنى المدينة، بمنحهم حقوقها المدنية، صحيحة؛ فليس ثمة من سبب يحمل «الإسكندر» على العناية بأمر اليهود؛ فإنهم لم يكونوا قد أصبحوا - في ذلك الوقت - ذلك الشعب المتفوق في التجارة والمالية. فإن «يوسيفوس» قد قال عن أمته في القرن الأول بعد الميلاد: «لسنا أمة تجارية.» •••
أما الحادثة الثانية التي تلي تأسيس «الإسكندرية» مكانة وخطرا، والتي وقعت للإسكندر خلال إقامته الشتوية بمصر، فزيارته لمعبد «أمون»،
54
كما يدعو الأغارقة الإله «آمن »
55 (38) في الواحة التي تدعى الآن واحة «سيوة».
56
وأول ما يصادفنا من المشكلات التي تحوم حول هذه الزيارة البحث في السبب الذي جعل «الإسكندر» يختار السفر مجتازا الصحراء إلى - «المعبد المنفرد الذي يظلله نخيل سيوة» - على مسيرة خمسة عشر يوما على الأقل، أو عشرين يوما على الأكثر من وادي النيل، في حين أن في الوادي عددا من معابد «آمن» المعروفة بضخامتها وقدمها (39).
نامعلوم صفحہ