لئن خلد الفراعنة مصر من قبل بآثارهم وأهراماتهم ومعابدهم وفراعينهم الجبارة، فاليوم يخلدها شعب جديد لا يقل روعة عن شعب مصر القديم .. شعب قد من حديد، بل من فولاذ .. شعب واع مدرك لا تخيفه الأخطار ولا تفزعه أبواق الحرب الضروس .. شعب جبل على التضحية والفداء .. شعب فطر على الجود والسخاء .. يجود بالروح والنفس والجسد والمال .. شعب يضع مصر فوق كل اعتبار .. لا يهمه أن يموت، ولكن يهمه أن تبقى مصر خالدة مرفوعة الرأس، منتصبة القامة، تمسك بأغصان الزيتون في يد وبالمدفع في اليد الأخرى، ولسان حالها يردد شعارها: «نسالم من يسالمنا ونعادي من يعادينا» .. هذه يا سادة، هي مصر الخلود.
مصر أرض العمالقة
الشهيد عملاق بطل، هو رجل يموت فداء للوطن .. وما أكثر شهداء مصر في كل المجالات .. في الحرب والقتال، وفي الكفاح والصراع والنضال، وفي المقاومة ضد الاستعمار والاستغلال!
تضرب مصر العمالقة الرقم القياسي الأول بين دول العالم أجمع .. فهي وطن العمالقة الذين يجودون بالدم قبل المال، وبالروح قبل الجسد .. مصر بلد نادر في هذا المضمار، لا يبارى ولا ينافس بسهولة.
جادت مصر، من قديم الزمان، بالنفس والنفيس في سخاء نادر .. لها الصدارة، ودائما في المقدمة، في جميع المواقف تضحي بأثمن ما عندها .. تضحي بالروح الطاهرة، وبالنفس الغالية، بالسر الأعظم الذي لا يعرف كنهه إلا الله جل جلاله.
تقوم عظمة مصر العظيمة على الشهداء والعمالقة الذين بنوا أهراماتها الخالدة، ومعابدها الشاهقة التي أدهشت العالم كله بجمالها وروعتها وفنها النادر الفائق، وصمودها وخلودها.
تقوم عظمة مصر العظيمة على الشهداء والعمالقة الذين كافحوا من أجل قناة السويس التي تجري مياهها في قلب الأرض المصرية .. مات ألوف وألوف من المصريين استشهدوا في سبيل شق هذا الشريان الحيوي العتيد المفيد.
لا تنتهي حكايات مصر الشهداء، ولا يذكرها التاريخ إلا بكل فخر وإجلال وإعزاز، وحب وتقدير.
تجد الشهداء من أجل مصر في كل منحى من مناحي الحياة .. تجدهم من الفقراء كما تجدهم من الأغنياء الواسعي الثراء.
فهذا فلاح مصر، عملاق شهير صامد صامت، يعمل في صمت ويعيش في هدوء وسكون ...
نامعلوم صفحہ