قالت زهرة بحدة: لم أسمع عن ذلك من قبل، دخلت حجرته بنية سليمة فرأيته منطرحا على وجهه شبه عار! - كفي يا زهرة، الرجل كبير، أكبر من والدك، ليس إلا سوء تفاهم، قومي فاغسلي وجهك وانسي الأمر كله.
جلسنا على كنبة من الآبنوس وحدنا. الهواء يصرخ في الخارج والنوافذ تصطك. غشانا صمت ثقيل مرهق، فقال المدام: هو الذي طلب. وأنا لا أشك في نيته.
تمتمت بلهجة ذات معنى: ماريانا!
تساءلت بحدة: أتشك في نيته؟ - العبث لا حدود له! - لكنه شيخ كما تعلم. - وللشيوخ عبثهم أيضا! - قلت إنها أولى بالنقود من أخرى غريبة. - إنها فلاحة.
ثم ذكرتها قائلا: وقد وضعتها في حماك! •••
وجاء طلبة فاتخذ مجلسه في بساطة البريء وانطلاقته. وراح يقول: الفلاح يعيش فلاحا ويموت فلاحا.
فقلت بضيق: دعها تعيش وتموت على ما فطرها الله عليه.
قال بامتعاض: قطة متوحشة، لا يغرك منظرها في الفستان، وجاكتة المدام الرمادية، إنها قطة متوحشة.
إني حزين من أجلك يا زهرة. أدرك الآن مدى وحدتك. وليس البنسيون بالمكان المناسب لك. المدام - حاميتك - لن تتورع عند أول فرصة عن اتهام براءتك.
وتساءل طلبة مرزوق بعد الكأس الأولى قائلا: من ذا يحدثني عن حكمة الله في خلقه؟
نامعلوم صفحہ