رمقتني بامتنان، ثم قالت بأسف: تركت أرضي.
وإذا بطلبة يقول: سيقولون إنك هربت لكيت وكيت ...
حدجته بنظرة غاضبة، واكفهر وجهها كأنما اتخذ من ماء الفيضان بشرة جديدة، وفردت سبابتها والوسطى وهي تقول بخشونة: أغرزهما في عين من يتقول علي بالباطل.
هتفت المدام: زهرة، ألا تفرقين بين الجد والدعابة؟
وقلت بدوري ملاطفا وقد أخذت بغضبتها: إنه يداعبك يا زهرة.
وملت نحوه متسائلا: أين لباقتك يا عزيزي؟
فأجابني باستهانة: موضوعة تحت الحراسة! •••
عيناها عسليتان، وجنتاها دسمتان موردتان، في ذقنها غمازة. بالكاد حفيدتي الصغرى، أما جدتها المحتملة فقد مرت في لمح البصر. لم يدركها حب ولا زواج. المستحيل تذكر ملامحها. بيرجوان والدرب الأحمر وسيدي أبو السعود طبيب الجراح. ••• - حتى متى تبقى هنا يا سيدي؟
كانت تجيئني في حجرتي بقهوة العصر فأستبقيها حتى أفرغ؛ رغبة في حديثها. - إني مقيم هنا يا زهرة. - وأسرتك؟
قلت ضاحكا: لا أحد لي في الدنيا سواك.
نامعلوم صفحہ