123

منحة القريب المجيب في الرد على عباد الصليب

منحة القريب المجيب في الرد على عباد الصليب

وقد سمى الله -سبحانه- الكتاب الذي أنزله عليه روحا، فقال: ﴿وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِنْ أَمْرِنَا مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ وَلَكِنْ جَعَلْنَاهُ نُورًا نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ﴾ . وقد قيل في تفسير (الفارقليط): معناه روح الحق. وفي نهاية ابن الأثير في صفته ﵊: " أن اسمه في الكتب السالفة (فارقليط)؛ أي: يفرق بين الحق والباطل قال: ومنه الحديث: " محمد فرق بين الناس "؛ أي يفرق بين المؤمنين والكافرين بتصديقه وتكذيبه ". وللنصارى في تفسير روح القدس من الكلام الباطل ما هو مقتضى كفرهم بالله وشركهم به - تعالى الله عما يشركون -. فقد عرفت بما ذكرناه من النص الذي بأيديهم في ذكر (الفارقليط) أنه من أدلة نبوة محمد ﷺ لا يحتمل وجها آخر. وبذلك تعلم أن إحالة النصراني صفته ﷺ التي ادعاها المسلمون في الفصل الذي ذكره على ما قد محاه النصارى

1 / 262