109

منحة القريب المجيب في الرد على عباد الصليب

منحة القريب المجيب في الرد على عباد الصليب

وقبل ذلك فاعلم أن العلماء اختلفوا في معنى التحريف الذي ذكر الله عن أهل الكتاب، فقيل: إنهم كانوا يحرفون اللفظ بلفظ آخر بدليل قوله -تعالى-: ﴿فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَذَا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ لِيَشْتَرُوا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا﴾ . قال أبو العالية: عمدوا إلى ما أنزل الله في كتابهم من نعت محمد ﷺ، فحرفوه عن مواضعه. وتقدم قريبا من كلام ابن عباس من رواية البخاري. وروى ابن جرير عن كنانة العدوي عن عثمان بن عفان «عن رسول الله ﷺ في قوله: ﴿فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَذَا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ لِيَشْتَرُوا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا فَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ﴾ الآية. »

1 / 248