125

============================================================

(15) ربع العبادات ( حتاب اسرار الصلاة ومهماتها بيان المعاني الباطنة التي بها تتم حياة الصلاة هذه المعاني تكثر العبارات عنها، ولكن تجمعها ست خمل: خحضور القلب، والتفهم، والتعظيم، والهيبة، والرجاء، والحياء.

فلنذكر تفاصيلها(1)، ثم أسبابها، ثم العلاج في اكتسابها: ذكر التفاصيل الأول: حضور القلب: وتعني به : أن يفرغ القلب عن غير ما هو ملابس له: والتفهم لمعنى الكلام أمر وراء حضور القلب، فربما كان القلب حاضرا مع اللفظ غير حاضر مع معنى اللفظ، واشتمال القلب على العلم بمعنى اللفظ هو الذي نريد بالتفهم، وهذا مقام يتفاوث الناس فيه؛ لأنهم لا يشتركون في تفهم معاني التلاوة والأذكار، ومن هذا الوجه كانت الصلاة ناهية عن الفحشاء والمنكر؛ لأنها تفهم أمورا تمنع تلك الأمور من الفواحش.

وأما التعظيم فهو أمر وراء حضور القلب والفهم؛ لأن الرجل قد يخاطب عبده بكلام هو حاضر القلب فيه ومتفهم لمعناه، ولا يكون معظما له وأما الهيبة، فأمر زائد على التعظيم، بل هو عبارة عن خوف منشؤه التعظيم، فإن الخوف من العقرب لا يسمى مهابة بل من السلطان المعظم، فالهيبة خوف مصدره الإجلال.

وأما الرجاء، فلا شك في أنه زائد، فكم من معظم ملكا يهابه لخوف سطوته ولا يرجو بره، والمصلي ينبغي ان يكون راجيا بصلاته الثواب، كما يخاف من تقصيره العقابب وأما الحياء، فإنه زائد على الجملة؛ لأن مستنده استشعار تقصير وتوهم ذنب.

(1) في (ظ): "اتفصيلها" .

صفحہ 125