============================================================
4117/ ربع العبادات (كتاب أصرار الصلاة ومهماتها فضيلة الخشوع وجمع الهم في الضلاة قد ذكرنا آنفا من حديث عثمان بن عفان عن النبي أنه قال : "ما من امرئ مسلم تحضره صلاة مكتوبة، فيحسن وضوءها وخشوعها وركوعها إلا كانت كفارة لما قبلها من الذنوب، ما لم تؤت كبيرة"(1). ومن حديثه أيضا عن النبي أنه قال: لامن صلى ركعتين لا يحدث فيهما نفسه، غفر له"(2). وذكرنا عن عقبة بن عامر نحو ذلك(3). وقد أخبرنا ابن الحصين قال: أخبرنا ابن المذهب قال : أخبرنا أحمد بن جعفر قال: أخبرنا عبد الله بن أحمد قال: حدثني أبي قال: حدثنا شريح قال: حدثنا عبد العزيز- يعني الدراوردي- عن زيد بن أسلم عن زيد بن خالد الجهني قال: قال رسول الله : "امن صلى سجدتين لا يسهو فيهما غفر الله له ما تقدم من ذنبه"(4). وقال ابن عباس: ركعتان مقتصدتان في تفكر خير من قيام ليلة والقلب ساه. وكان ابن الزبير إذا قام في(5) الصلاة كأنه عود من الخشوع، وكان يسجد فتنزل العصافير على ظهره ولا تحسبه إلا جذم حائط. وصلى يوما في الحجر فجاء حجر قذافة فذهب ببعض ثوبه فما انفتل. وقال ميمون بن جابان: ما رأيث مسلم بن يسار ملتفتا في صلاة قط، ولقد انهدمت ناحية من المسجد ففزع أهل السوق لهذمه وإنه لفي المسجد في صلاة فما التفت. وروى عنه ابنه عبد الله قال: كان أبي مسلم بن يسار إذا دخل المنزل سكت أهل البيت فلا يسمع لهم كلام وإذا قام يصلي تكلموا وضحكوا . وكان علي بن الحسين إذا توضا اصفر لونه فيقول له أهله: ما هذا الذي يعتادك عند الوضوء؟ فيقول: أتدرون بين يدي من آريد أن اقوم؟!
(1) تقدم تخريجه في الصفحة 114 (2) أخرجه البخاري (159) و(1934)، ومسلم (226) (3).
(3) تقدم في الصفحة 95 96.
4) اخرجه أحمد (21691).
(5) في (ظ): "إلى".
صفحہ 117