منهاج المتقين في علم الكلام
كتاب منهاج المتقين في علم الكلام(للقرشي)
اصناف
فصل في ما يجري عليه تعالى من الأسماء بمعنى كونه فاعلا
منها الموجد والمحدث والمكون والمثيب، كلها سواء. ومنها: المخترع والمبتدع والمنشي والمبدئ والمديء، كلها تفيد الإيقاع لا بمثال ولا احتذاء. ومنها: الصانع، ولا يستعمل إلا مضافا، نحو: صانع العالم؛ لأن إطلاقه يوهم الاحتراف والتكسب.
ومنها: الخالق؛ لأنه يفيد إيقاع الفعل مقدرا بحسب المصلحة من غير زيادة ولا نقص، ومثله الباري والمقدر والمدبر، وقيل: المدبر مجاز في حقه تعالى؛ لأنه يفيد النظر في عواقب الأمور.
ومنها: المجمل والمنعم والمفضل، أي فاعل الجميل والنعمة والإحسان، ومثله الموسع والمنان، ومنع شيوخنا من الحنان؛ لأنه يفيد رقة القلب من حنين الناقة على ولدها، وأجازوا حنان بالتخفيف بمعنى الرحمة كما قال تعالى: {وحنانا من لدنا} أي ورحمة منا.
ومنها: الجواد معناه المكثر من فعل العطايا، وأما السخي فمنعه شيوخنا؛ لأنه مأخوذ من اللين، يقال: أرض سخاوية، أي لينة ولم يحصل عرف ينقله عن أصله إلى من أكثر العطاء، ولهذا لو أعطى الرجل عطاء جزلا لا على سهولة لم يوصف بالسخاء .
ومنها: العدل والعادل والحكيم والمحكم معناه فاعل العدل والحكمة. ومنها: المبديء والمعيد، معناه الذي أنشأ الخلق أولا وثانيا، والفاطر كالمبتدئ.
وأما الأسماء الجارية عليه تعالى من طريق الاشتقاق فمنها: المحيي المميت، أي فاعل الموت والحياة عند من يجعله معنى، أو سببه عند من لا يجعله معنى. ومنها: المقدر والمقوي والمعلم والمكلف والدال والدليل عند من يجيز إطلاقه. ومنها: المنور، أي فاعل النور، وقد يراد به ناصب الأدلة.
صفحہ 327