============================================================
كنت شقيا. . فأنا محتاج إليه كي لا ألوم نفسي ، على أن الله تعالى لا يعاقبني على الطاعة بكل حال ، ولا تضرني، على أني إن أدخلت النار وأنا مطيع..
أحث إلي من أن أدخلها وأنا عاصي، فكيف ووعذه حق، وقوله صدق، وقد وعد على الطاعات بالثواب ؟! فمن لقي الله تعالى على الإيمان والطاعة.. لم يدخل النار ألبتة، ودخل الجنة ؛ لا لاستحقاقه بعمله الجنة، وللكن لوعده الصادق تعالى ، ولهلذا المعنى أخبر الله تعالى عن الشعداء إذ قالوا : الحمد لله الزى صدقنا وقده) فتيقظ رحمك الله، فإن الأمر كما ترى وتسمع، وقس عليه سائر الأفعال والأحوال، واستعن بالله تعالى واستعذ به؛ فإن الأمر بيده، ومنه التوفيق، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
العائق الرابع : النفس، ثم عليك - عصمك الله وإيانا - بالحذر من هلذه النفس الأمارة بالشوء؛ فإنها أضرآ الأعداء، وبلاؤها أصعب البلاء، وعلاجها أعسر الأشياء ، وداؤها أعضل الداء ، ودواؤها أشكل الدواء ، وإنما ذلك لأمرين : أحذهما : أنه(1) عدؤ من داخلي ، واللصل إذا كان من داخل البيت.. عزت الحيلة فيه وعظم الضرر، ولقد صدق القائل : امن السريع) نفسي إلى ما ضرتي داعي تكثر أسقامي وأوجاعي كيف أحتيالي من عدوي إذا كان عذوي بين أضلاعي(2 والثاني : أنه عدؤ محبوت، والإنسان عم عن عيب محبويه، لا يكاد يبصر عيبه، كما قال القائل: [من الطويل] ولست ترى عيبا لذي الود والإخا ولا بعض ما فيه إذا كنت راضيا وعين الرضا عن كل عيب كليلة وللكن عين الشخط تبدي المساويا (2)
صفحہ 94