============================================================
آهدنا الصرط المستقيد) أي : ثبتنا عليه وأدمه لنا ، هلكذا تتضرع إليه ؛ فإن الخطر عظيم وقيل: إن الحكماء نظروا فرثوا مصائب العالم ومحنهم إلى خمسي : المرض في الغربة، والفقر في الشيب، والموت في الشباب، والعمى بعد البصر، والنكرة بعد المعرفة.
وأحسن من ذلك قول من قال : (من البسيط) لكل شيء إذا فارقته عوض وليس لله إن فارقت من عوض [من الطويل) ولغيره: إذا أبقت الثنيا على المرء دينه فما فاته منها فليس بضائر (1) وكذلك في كل نعمة أنعم بها عليك، وتأييد أيدك به في قطع عقبة من العقبات؛ ليثبت عليك ما أعطى، ويزيدك فوق ما تريذ وتتمنى، فاذا فعلت ذلك(2).. كنت قد خلفت هلذه العقبة الخطيرة ، وكنت قد ظفرت بالكنزين الكريمين العزيزين، اللذين هما : الاستقامة والاستزادة ، فتدوم لك النعم الموجودة التي أعطاكها فلا تخشى زوالها، ويزيذك من النعم المفقودة التي لم تعط بعذ ما لا تحسن أن تسألها وتتمناها فلا تخشى فواتها، وكنت حينئذ من العارفين العلماء العاملين بالدين ، التائبين الطاهرين ، الزاهدين في الدنيا ، المتجردين للخدمة ، القاهرين للشيطان ، المتقين الله حق التقوى بالقلب والأركان ، القاصرين للأمل، الناصحين الخاشعين المتواضعين ، المتوكلين المفوضين ، الراضين الصابرين ، الخائفين الراجين ، المخلصين الذاكرين المنة، الشاكرين لأنعم سيدهم رب العالمين ، ثم تصير بعد ذلك من المستقيمين المكرمين الصديقين ، فتأمل هلذا الكلام ، والله تعالى ولي التوفيق .
فإن قلت : إذا كان الأمر كذلك . . لقد قل من الناس العابد لهذا المعبود ،
صفحہ 271