============================================================
بعض تلك السنين فرآه تحت ميل يصلي ، فقيل له : هلذا إبراهيم بن أدهم، فأتاه فقال : كيف تجدك يا أبا إسحاق؟ فأنشأ إبراهيم يقول : [من الطويل] نرقع دنيانا بتمزيق ديننا فلا ديننا يبقى ولا ما نرقع فطوبى لعبد آثر الله ريه وجاد بدنياه لما يتوقع(1) وعن بعض الصالحين رحمه الله أنه كان في بعض البوادي ، فوسوس له الشيطان بأنك متجرد ، وهذه بادية مهلكة لا عمران فيها ولا ناس ، فعزم على نفسه بأن يمضي على تجؤده، وأن يترك الطريق حتى لا يقع بأحد من الناس، وألا ياكل شيئا حتى يجعل الله في فيه السمن والعسل ، ثم عدل عن الطريق ومر على وجهه، قال رحمه الله : فسرث ما شاء الله، فإذا بقافلة قد أضلت الطريق وهم يسيرون، فلما أبصرتهم. رميث بنفسي إلى الأرض لعلهم لا يبصرونني، فسيرهم الله حتى وقفوا علي ، فغمضت عيني ، فدنوا مني وقالوا : هذا منقطع قد غشي عليه من الجوع والعطش، فهاتوا سمنا وعسلا نجعله في فيه لعله يفيق، فأتوا بسمن وعسل، فسددث فمي وأسناني، فأتوا بسكين فعالجوا فمي حتى يفتحوه، فضحكث، وفتحث فاي، فلما رأوا ذلك مني.. قالوا : أمجنون أنت؟ قلت : لا والحمد لله تعالى(2)، وأخبرتهم ببعض ما جرى لي مع الشيطان وعن بعض مشايخنا رحمهم الله تعالى قال : نزلث في بعض أسفاري أيام التعليم مسجدا، وكنث متجردا على عادة أوليائنا، فوسوس إلي الشيطان بأن
صفحہ 182