============================================================
منه ذلك ، فقال : ما أنا قلته، إنما قاله إبراهيم النخعي رحمه الله تعالى: وعن عطاء قال : (قال لي الثوري رحمه الله : أحذروا القراء واحذروني معهم ، فلو خالفت أودهم لي في رمانة؛ فأقول: إنها حلوة، ويقول : إنها حامضة.. ما أمنثه أن يسعى بدمي إلى سلطان جائر)(1).
وعن مالك بن دينار رحمه الله تعالى أنه قال : ( إني أقبل شهادة القراء على جميع الخلق ، ولا أقبل شهادة بعضهم على بعض؛ لأني وجدتهم حسادا)(2): وعن الفضيل أنه قال لابنه : اشتر لي دارا بعيدة من القراء ، ما لي ولقوم إن ظهرت مني زلهآ. هتكوني، وإن ظهرت علي نعمة.. حسدوني.
وكذلك تراه يتكبر على الناس ويستخف بهم، مصعرأ خده، معبسا وجهه، كأنما يمن على الناس بما يصلي زيادة ركعتين ، وكأنما جاءه من الله تعالى منشور بالجنة والبراءة من النار ، أو كأنه استيقن السعادة لنفسه والشقاوة لسائر الناس ، ثم مع ذلك يلبس لباس المتواضعين من صوف وغيره ويتماوث، وهذذا لا يليق بالترفع والتكبر ولا يلائمآه، بل يناقضه ، ولكن الأعمى لا يبصر.
وذكر أن فرقدا السبخي دخل على الحسن وعليه كساءآ ، وعلى الحسن حلة ، فجعل يلمسها، فقال الحسن : (ما لك تنظر إلى ثيابي؟ ثيابي ثياب أهل الجنة ، وثيابك ثياب أهل النار، بلغني أن اكثر أهل النار أصحاب الأكسية) ، ثم قال الحسن : (جعلوا الژهد في ثيابهم ، والكبر في صدورهم، والذي يحلف به؛ لأحذكم بكسائه أعظم كبرا من صاحب المطرف بمطرفه)(3).
وإلى هلذا المعنى أشار ذو النون رحمه الله حيث قال : امن الوافر] تصوف فازدهى بالصوف جهلا وبعض الناس يلبسه مجانه
صفحہ 150