============================================================
والبحث عنها وقد علمت مجازفتهم وقلة نظرهم في معاملاتهم ، وكذلك صلات الإخوان؟
فالجواب : أنه إذا كان ظاهر الإنسان الصلاح والستر. . فلا حرج عليك في قبول صلته وصدقته، ولا يلزم البحث عنها بأن تقول : قد فسد الزمان؛ فإن هلذا سوء ظن بذلك الرجل المسلم ، بل حسن الظن بالمسلمين مأمور به.
ثم أعلم : ما هو الأصل في هلذا الباب ، وهو أن ههنا شيئين : أحذهما : حكم الشرع وظاهره: والثاني : حكم الورع وحقه.
فحكم الشرع : أن تأخذ ما أتاك ممن ظاهره صلاح ولا تسأن إلا أن تتيقن أنه غصب أو حرام بعينه وحكم الورع : ألا تأخذ شيئا من أحد حتى تبحث عنه غاية البحث ، وتستقصي غاية الاستقصاء، فتستيقن أنه لا شبهة فيه بحال، وإلأ.. فترده .
فلقد روينا عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه : أن غلاما له أتاه بلبن فشريه ، فقال الغلام : كنت إذا جئتك بشيء.. تسألني عنه ، ولم لم تسألني عن هلذا اللبن؟ فقال : (وما قصته ؟) ، قال : رقيث قوما في الجاهلية فأعطوني هلذا ، فتقيأ أبو بكر وقال : (اللهم؛ هلذه مقدرتي، فما بقي في العروق فأنت حسبه)(1) فهذا يدلك على وجوب البحث عما تقدم عليه إن كان لك نظر في الورع وحقه، فهذه هذه فإن قلت : فكأن الورع يخالف الشرع وحكمه.
فاعلم: أن الشرع موضوع على اليسر واليماحة ، ولذلك قال رسول الله
صفحہ 136